قضايا المرأة

النسوية | #المرأة_العاملة_و_قيود_المجتمع_الأبوي لا بد أننا شهدنا ازدي


#المرأةالعاملةوقيودالمجتمع_الأبوي

لا بد أننا شهدنا ازدياداً ملحوظاً بنسبة النساء العاملات، وهذا أمر جيد حكماً و فأل خير إذاً.. صحيح؟!
ليس تماماً في الواقع!
لأن المرأة لا زالت تعمل تحت شروط و قوانين المجتمع الأبوي الذي يزرع الأفكار المسممة في أذهان الإناث منذ نعومة أظفارهن، و يتم زرع المفاهيم التي تحول المرأة من إنسان يسعى إلى العلم ثم العمل إلى جارية عليها أن تؤمن لقمة عيشها و تركض للحقاق بباقي المهام.

فبدايةً لا يمكن للمرأة أن تختار العمل الذي تحب دون أن تسمع إحدى العبارات التالية:
-المعلمة أفضل عمل للمرأة، تعودين مع أطفالك ظهراً و تعطلين معهم في الصيف.
-الصيدلة أفضل عمل للمرأة، باستطاعتك أن تغلقي صيدليتك متى ما أردتي لتتمي رعاية أطفالك و زوجك و منزلك على أكمل وجه.
-الهندسة ليست للنساء، دراستها صعبة و عملها لا يسمح لك برعاية زوجك و أطفالك.
-الطب لا يناسب النساء، ماذا عن المناوبات و حالات الاسعاف الليلية؟ كيف ستخرجين بعد منتصف الليل لتلبية مريض؟!
-إدارة الأعمال حكماً ليست للنساء!

و الكثير من الآراء التي تتعدد و ترى و تقيس و تفصل و تختار الأنسب للمرأة!
فنرى المجتمع يقولب النساء في قالب واحد جاهز ،ويلصق بهن مهنة و يحرم عنهن مهنة أخرى بحجة رعاية البيت و الأطفال و الزوج.

و هنا لا بد لنا أن نرى جانبين اثنين:
الأول: أن المجتمع الأبوي قد رفع سقف العبودية لكنه أبداً لم يتحطم بعد، علينا أن نعي تماماً أن النساء ليس لديهن قالب واحد ليناسبهن جميعاً عملاً واحد، و علينا أن نرى و نعترف بتميز النساء و أن ميول المرأة و شغفها هو الدافع الأول و الأهم لاختيار مهنتها بعيداً عن الضغوطات و الآراء المجتمعية.

أما الجانب الثاني، فلا بد أننا قد لاحظنا تقبل بعض أفراد المجتمع للمرأة العاملة، و وعيهم "لواجب" المرأة في تحمل أعباء مصروف المنزل و الأطفال، لكنه لم يتقبل بعد وجوب تحمل الرجل للأعباء المنزلية و تربية الأطفال!

فنرى المرأة تقوم بالعمل خارج المنزل لتنهي مهمتها الأولى و تعود لتبدأ بمهامها التي لا تنتهي داخل المنزل، و بينما يُطلب من الرجل العمل و النقود، أصبح يُطلب من المرأة عمل و نقود و تنظيف و غسيل و طبخ و تربية الأطفال و تعليمهم و إدارة أمور المنزل كافة و إذا ما حصل أي تقصير طفيف يوضع اللوم على عمل المرأة بدلاً من أن يوضع اللوم على تقصير الزوج أيضاً في واجباته المنزلية، لأن المجتمع الأبوي الذي يرى الرجل راعٍ للأسرة و حامٍ لها، يقوم بنبذ الرجل و الانتقاص من "رجولته" في حال قرر تحمل مسؤولية أعباء المنزل الداخلية.

فتوضع المرأة المتزوجة العاملة بين خيارين إما أن تعمل و تثبت ذاتها خارج المنزل بشرط أن تتحول إلى /المرأة الاخطبوط/ التي تستطيع فعل كل المهام دون مشاركة أو رحمة و إما أن تتنازل عن حقها في العمل لتتم مهامها المنزلية.
في النهاية علينا أن ندرك أن الحياة الزوجية ما هي إلا تكافل بين الرجل و المرأة و شراكة في المهام و الواجبات و أن الواجب الذي يقسم على الجنسين يتم بصورة أبهى و أقرب إلى الكمال من الأعمال التي يقع وزرها على واحد منهما فقط.

#جولي_بيطار
#النسوية


على السوشل ميديا
[elementor-template id=”530″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى