كتّاب

والوزير يبتسم ناظرا من شباكه المظلم بينما يرقص قلبه طربا…


والوزير يبتسم ناظرا من شباكه المظلم بينما يرقص قلبه طربا للكابوس الذى انزاح
يقول الدكتور مصطفى الفقى أن مبارك كان يطلب منه بين وقت وآخر، أن يرتب له لقاء موسعا مع عدد كبير من الأساتذة وأصحاب الفكر والرأى فى مصر ليختار منهم الوزراء وأصحاب المهام الخاصة، وحضر لقائين من تلك اللقاءات الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وهو طبيب أطفال شهير وصاحب خبرة سياسية تعود لزمن الستينيات ومنظمة الشباب، ولم يعجب مبارك به كما يقول الفقى.. ولكن مع همته ونشاطه فى افتتاح تجديدات مستشفى أبو الريش للأطفال ورؤيته وهو يحمل على كتفه طفلا مريضا بجوار السيدة سوزان مبارك، أصبح وزيرا للتعليم، وفجأة وبتعيين من فتحى سرور- رئيس مجلس النواب – هبط على الوزارة وكيلا أولا لها ومدير لمكتب الوزير، الدكتور ( …. ) قادما من هيئة السكة الحديد بعد شبهات مالية طالته
المهم راح الدكتور ( …. ) ولعلاقته القوية بالرجل القوى “سرور”، يستبد بالوزارة وبشؤنها متجاوزا الوزير العتيد والقوى، فهو من يحدد من يقابله الوزير، ويحدد الأوراق التى تدخل مكتبه ليوقعها، ويوافق على تحركاته خارج الوزارة، ويفرض سيطرته على مختلف أجهزة الوزارة وإداراتها،
وأنا كنت شاهد على اللقاء المفتوح معرض الكتاب بين الوزير ورواد المعرض وبينما يجلس على المنصة الرئيسية الوزير والدكتور حامد عمار، وضع للدكتور ( …. ) مكتبا بجوارهم يتلقى هو الأسئلة عبر شباب القاعة فيحبس بعضها ويسمح لبعضها الآخر بالمرور للوزير، ولم يكن الوزير يود أن يدخل معه فى معركة غير مأمونة العواقب، فيكفيه معاركه المستمرة مع “طلعت حماد” وزير شؤون مجلس الوزراء القوى
المهم كان الأخ مفتونا بنفسه وفاسدا معا، هبطت على مكتبه، سيدة شابة بارعة الجمال تطلب منه الموافقة على الترخيص لمدرسة خاصة تؤسسها، وراح الوكيل يصعب عليها الأمور فالموضوع يتطلب أوراقا، ولجانا مالية وفنية، ويتطلب قبلهم تفتيحا للدماغ وأشياء أخرى، ولم يضع الوكيل وقته فطلب منها عشرة آلاف جنيه تأتيه بها بعد التاسعة مساءا فى مكتبه بالوزارة،”بالمبنى الأحمر” المجاور لمكتب الوزير فى قصر الأميرة فائقة اسماعيل، حيث سينتظرها وحيدا بكل الشوق واللهفة.
وتقدمت السيدة بشكوى موثقة للأجهزة الرقابية التى طلبت منها مسايرة الوكيل، وقامت بإعطائها جهاز تنصت ومبلغ العشرة آلاف جنيه وعلى الكثير من أوراقها علامات مميزة، وطبعا فى مثل هذه الحالات لابد من استئذان الوزير، الذى وافق طبعا،
وقبل الموعد الذى حدده الوكيل للسيدة، دخلت سيارة الوزير السوداء مطفأة الأنوار لمقر الوزارة بعد أن طلب الوزير من الأمن أن يصمتوا تماما وصعد غرفته وحيدا، ولم يشعل النور إلا أباجورة خافتة على مكتبه.
وصعدت السيدة فى الموعد المتفق عليه مع الوكيل، فوجدته بانتظارها، وقد أعد كل شئ لسهرة مثيرة وتناول منها رزمة الأموال ووضعها فى درج المكتب، وراح يخلع ملابسة مستعجلا وهى تطلب منه التريث، وفجأة اقتحم رجال النيابة الغرفة وحرزوا الأموال واقتادوه، وسار الموكب الصاخب وفى وسطه الوكيل بملابسه الداخلية يرغى ويزبد ويهدد بالويل والثبور الوزير الذى ينظرمبتسما من شباكه المظلم وقلبه يرقص طربا للكابوس الذى انزاح

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى