كتّاب

مؤسسة كرمان تحتفي بتوقيع “أغنية راعي الريح”


الجزيرة :

“أقطف اليوم أول زهرة في شجرة الشعر، وأهديها قبل أي أحد لأمي البعيدة وأبي الذي تحول بيني وبينه الحرب ولزوجتي الحبيبة في الضفة الأخرى من البحر الأبيض، وأهديه أيضا لصانعة هذا الكرنفال العظيم”.
بهذه الكلمات يستهل الشاعر اليمني عامر السعيدي كلمته خلال توقيع ديوانه “أغنية راعي الريح” في طبعته الثانية، في الحفل الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان بإسطنبول مساء أمس الاثنين، وسط حضور جاء احتفاء بالشاعر وأغنيته، ووصفته الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بأنه “مناسبة تحتفي بالشعر والموهبة لشاعر صاحب تجربة مفعمة بالأحلام والتحدي، وواحد من أكثر الشباب تجسيدا لثورة التغيير، التغيير الذي ينشده اليمنيون نحو بلد أكثر عدلا وجمالا واستقلالا”.
وأشارت كرمان إلى “أغنية راعي الريح” وشاعرها بما تضمنته هذه المجموعة الشعرية من قصائد تغني للوطن والثورة والحب والعطاء والأمهات والبسطاء، مؤكدة أن الفخر بالشاعر ينسحب على كثير من جيل الشباب بما يمتلكون من موهبة أدبية وفنية على امتداد الساحة اليمنية رغم الحرب وقسوة الظروف.
وأمام حضور الاحتفاء، استعرض الشاعر السعيدي في كلمته بداياته ومراتع طفولته وكيف استلهم الشعر منذ الطفولة، قائلا “لقد كانت جدتي في الطفولة تحرث لي أرض القصيدة وتلقي البذور في مخيالها.. والربيع الذي كبرنا فيه أزهرت شجرة جدتي من هتافات الحرية في شوارع صنعاء، وأثمرت قصائد وأغان، ولقد كان شباب الثورة لي الظلال والأغصان، وكانت توكل (كرمان) أجنحتي الناعمة التي طرت بها”.

ويضيف الشاعر عامر السعيدي “في أحد البيوت القديمة والمهجورة في قريتنا، لقيت امرؤ القيس مغمورا بغبار السفر، فلحقت معه بقيصر وعشقت ليله الطويل.. وأنا أرعى شياه أمي، صادفت أبا القاسم الشابي.. لقد جئت من أحزاننا جميعا، متكئا على نفسي، وصاعدا للأعلى كدعاء الأمهات الذي لا يرد”.
يا ليتني في الحب قلت قصائدي
لكنني بمصائبي مشغول.
وطنٌ ممزقةٌ يداهُ وضائعٌ

عنوانهُ ومواطنٌ مجهولُ
شبعتْ روابي الأرض
من أولادها
الجوعى وخبز الأمّهات عويلُ

إنّ الحياة هي البلاد
وحظنا فيها قليلٌ يا حبيب قليلُ
بهذه الأبيات لخص الشاعر السعيدي طلائع باكورة أعماله الأدبية، تحت عنوان “أغنية راعي الريح”، وهي المجموعة التي تتضمن 24 قصيدة، خلاصة تجربة تجاوزت 10 سنوات في كتابة الشعر، حضرت فيها القصيدة الوطنية، إلى جانب قصائد أخرى بين الحب والإنسانية.
والشاعر عامر السعيدي من مواليد 1985 في محافظة حجة شمالي اليمن، يعد من أبرز الشعراء الشباب اليمنيين، برز بقصائده وحضوره، خصوصا خلال مشاركاته في ثورة 11 فبراير/شباط 2011 الشبابية الشعبية السلمية باليمن.

المصدر : الجزيرة

مؤسسة كرمان تحتفي بتوقيع “أغنية راعي الريح”

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى