كتّاب

بين عامين واقفٌ كيتيمة…


بين عامين واقفٌ كيتيمة
ضاعفتْ حزنها البلاد اللئيمة

بين عامين واقفٌ من أمامي
خيبةٌ مُرّةٌ وخلفي هزيمة

أي معنى يشدّني يا صديقي
والمعاني على لساني كليمة

تكتب العين دمعها أو تواري
في كلا الحالتين تبقى أليمة

أحمل الآن جثتي أو بلادي
فكلانا ضحيّةٌ لجريمة

كل بابٍ طرقتهُ غير بابي
فتح الباب بندقٌ أو شتيمة

ما على هذه القصيدة لومٌ
لو أصيبتْ بغصّةٍ مستديمة

لو نبيٌّ بحالنا لو نبيٌّ
من أولي العزم ما تبقّتْ عزيمة

أتلفتْنا أعصابنا وانتهينا
لا سلمنا ولا البلاد سليمة

نحن موتى وهذه الأرض نارٌ
كل مستضعفٍ يعيش جحيمه

لا أقمنا ولا الأغاني أقامتْ
وحدها الحرب في البيوت مقيمة

بين عامين واقفٌ لست وحدي
إنّ في داخلي نجومٌ سقيمة

نجمةٌ تغسل الكلام وأخرى
تطبخ القلب لليالي وليمة

لست وحدي أنا هنا كل قلبٍ
أرهقتْ نبضهُ الخطوب الجسيمة

بين عامين واقفٌ لا أرى لي
صاحباً غير أمنياتي القديمة

صاحب البيت وحدهُ يذكر اسمي
لا رفاقي ولا الحظوظ العظيمة

أيّ حظٍّ لرفّةٍ في بلادٍ
لم تكن بالطيور يوماً رحيمة

بين عامين واقفٌ كيف أمشي
في طريقٍ إنْ لم تكن مستقيمة

ما أنا بالذي يصلي لحزبٍ
أو يفدّي بما يحبُّ زعيمَه

أعبد الله لا أرى أنّ ربّاً
بين أربابكم لهُ أيّ قيمة

يسعل الليل.. كحةٌ في فراشي
فاشغلوا كل ليلكم بالنميمة

أنا في غربة القصيدة وحدي
فهي لا الناس بالقلوب عليمة

أحمد الله أنني لست عبداً
أو أجيراً مع الرمال الأثيمة

شاعرٌ لم يقل لأيّ أميرٍ
سيدي أنت طامعاً في غنيمة

زدت للطير والفراشات ريشاً
عكس ما تفعل العقول العديمة

لست من يخنق الهواء بظلمٍ
فالنهايات دون شكٍ وخيمة

بين عامين واقف لا أبالي
تلد الريح أو تكون عقيمة

فقدت عقلها السنين وماتت
قبل أيامها الليالي الحكيمة

لا ألوم البلاد إنْ لم تجدني
ومتى كانت البلاد كريمة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

عامر السعيدي

أغنية راعي الريح

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى