كتّابمفكرون

في البداية بحث القدماء في علاقة البشر بالكون، وماذا وراء…


في البداية بحث القدماء في علاقة البشر بالكون، وماذا وراء الطبيعة، وبشكل عام في مشاكل الانسانية وكيفية تنظيم العلاقة بين البشر، في عالم تتنازعه غريزة البقاء، فتنازعه الشر قبل الخير.

الأمور ملتبسة ولا يقين بشيء محدد، ثم بدأ الاجتهاد الشخصي الذي تحول الي عقيدة خاصة، ما لبست أن صارت عقيدة عامة لكل جماعة من الناس يعيشون في تواصل داخل منطقة محددة.

هذه العقيدة أو كل العقائد شكلت ما يسمي بالدين، فعرفنا الأديان القديمة، وهي في الحقيقة قد نشأت بعد أن هجر الانسان في الشرق الحياة البدائية، التي كانت تعتمد علي الصيد وتحول الي الزراعة، وهنا يبرز الدور المصري بصفته من أوائل المجتمعات التي اكتشفت الزراعة منذ حوالي 10 آلاف سنة وطورتها.

حينها تشكلت المجتمعات كثيفة السكان، وتطورت في تنظيمات كالقري والمدن وتزايدت لتتشكل في أقاليم مترابطة، اكتنفها كثير من التعقيد والتنوع، وظهرت التركيبات الادارية ومن ثم السياسية، وازدادت الحاجة الي تكوينات عقائدية دينية جديدة تكون أكثر شمولا من بعض الأساطير التي كانت منتشرة في العهود السابقة.

لقد كتب كثيرا في نشأة الأديان، وهناك كتابات بدأتها من العصر الحجري، الا أن اكتشاف الكتابة عند المصريون والسومريون قبل خمسة آلاف عام، كشف لنا النصوص الأولي لبداية التاريخ الديني.

جدير بالذكر أن فكرة الدين كانت سابقة لفكرة الإله، التي طورها الدين علي مراحل متعددة لزمن طويل، كانت ذروتها هي فكرة الإله الواحد التي طورها المصريون، ولاقت مقاومات من الكهنة لفترة الي أن سادت، وتلاها مباشرة ظهور الأديان السماوية، التي تجاوزت كل عوامل التاريخ والجيولوجيا وكل العلوم الطبيعية، وقفزت بنا الي فكرة الإله الأكبر أو الرب أو الخالق كما تشير اليه هذه الديانات.

أن هذا الكون المترامي الذي يحوي تريليونات المجرات بما تحتويه من مليارات النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات والنيازك، وتحتوي أيضا على الغبار الكوني والمادة المظلمة وبقايا النجوم، وتتخللها مجالات مغناطيسية مروعة، وكل نظريات البداية والانفجار العظيم …. الي آخره، لابد وأن وراءه ما هو أعظم.

صورت لنا الأديان الإله بشكل ناقص، في ضوء ضيق الرؤية والعلم وقصور المعرفة، فبدا وكأنه خالق للأرض أو للمجموعة الشمسية أو ما يتعداها بقليل، في حين أن الكون أكبر من ذلك بكثير.

الاشكالية الكبري التي يقف أمامها المفكرين في كل ما سبق، هي أن التجلي الإلهي ليتعرف الإنسان عليه جاء من خلال وسطاء، هم الأنبياء والرسل, وهم بشر مثلنا، حتي لو نظرنا اليهم بقداسة، أو جاؤونا بما نطلق عليه المعجزات، وحتي يتأكد اليقين ولا نغرق في أساطير وحكايات، ألسنا الآن أكثر احتياجا لعودة هذا التجلي بشكل يعبر عن واقع جديد مختلف؟؟
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى