كتّاب

” تُهمـة إعتنـاق المسيحـية “…


” تُهمـة إعتنـاق المسيحـية ”
الجزء الأول،،
بقلم أبانوب فوزي:

• الحُرية الدينية وأختيار المُعتقد الذي أجد راحة فيه، هو من بديهيات حقوق الإنسان المشروعة، وأكد على ذلك المفهوم الراقي مسيحنا القدوس له كل المجد حينما قال لنا:
” فتشوا الكتب ” فكانت دعوة منه للبحث والفحص وعدم التبعية العمياء ؛ لنتأكد أن كل الكُتب تشهد له وحده وليس لآخر غيره، فكان هذا هو فكر المسيح منذ ألفي عام.

• ولكن وبكل آسف الآن ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين لا نعرف تقبل وإحترام حرية ورغبة إنسان في إعتناق الديانة التي يشاء إعتناقها، وننظر له كأنه أجرم أو إرتكب فعل مخل بالآداب، ومن المُمكن في هذا الزمن الشرير أن تكلفه ضريبة أختياره ” حياته ” يإما بإعدامه أو بسجنه.

• فهل كل هذا الإنحدار والتدني والخسة والرخص هو ما وصلنا إليه دون أن ندري أو نتبه لذلك!!، أي إله هذا الذي لا يحترم حرية الإنسان الذي لا يقبله ولا يُريده، ويفرض ذاته عليه بالقوة والعنف والإجبار، ويُقيد من يولدوا على نفس دينه بعقد إحتقار للأبد، أخبروني من هو هذا الإله؟

• سأقول لكم: أن هذا لا يُمكن أن يكون إلهًا يستحق أن يُعبَد بل شيطانًا يستحق النفور منه وبلا شك، لأن هذا ليس أسلوب تعاملات الله مع البشر إطلاقًا، والوحيد الذي يُقيد البشر بأي شيء هو الشيطان، الشيطان فقط، فتحرروا من عبادة هذا الشيطان السادي ولا تستمروا في تشويه صورة الله الحقيقية، الذي خلق الإنسان حينما أحبه وأعطاه الحياه، الله ليس هكذا، الله أعظم وأرقى بكثير من أن يُجبِر أحدًا على إتباعه بالتسلط والبلطجة والعنف والقوة.

• عندنا نُصلي في القداس ونخاطب الله ونقول له: ” لم تكن أنت مُحتاجًا إلي عبوديتي بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك ”
هذا هو الله بالنسبة لنا، وهذه نظرتنا الصحيحة له، نحن الذين مُحتاجين إليه وليس هو المحتاج لعبوديتنا أو لأعدادنا في شيء، لأن حاشا عبادتنا له لن تُزيده أو تنقصه في شيء، هو الذي يُكملنا وليس نحن، اللـه إلـه حُـب، تفهموا هذه الحقيقة.

• لا يوجد شيء في هذه الدنيا يستحق التفكر والمراجعة إلا إعادة الفحص والنظر لديني الذي ورثته من أبي وأمي دون أن أختاره بإرادتي ورغبتي، لأن لا يوجد أهم من معرفة وضمان المصير الأبدي الذي سنلقاه عند موتنا وتركنا لهذا العالم، فلهذا لا مُجاملة في ذلك الأمر أو إرضاءٍ لأحد على حساب نفسي وخلاصي، فلا أحد سيُحاسب بدالًا مني.

• ليست كل الأديان والمُعتقدات والمذاهب والطوائف تُعطي الخلاص أو الجنة أو السماء أو الفردوس أو الملكوت أو أي مُسمى آخر، لا يوجد إلا طريق واحد، وأعطى الله لكل واحدٍ منا عقل ليُفكر ويختار ويميز ويفرق بين الخير والشر والصواب والخطأ، وعلى الإنسان التفكير جيدًا في هذا الأمر، لأن لا ينفعه سوى نفسه ولو كان المصير الهلاك.

• فلا يوجد من يشفع هناك، الله أمين ورحيم وعادل لم يتركنا كعميان نسير بلا فكر أو هدف بل أعطانا نعمة العقل لنبحث عن طريقه الحقيقي المؤدي إلي الحياة، (العقل) الذي به نستطيع أن نكتشف أي شيء ونميز بينه وبين غيره.

• لو تألمنا هنا على الأرض من أجل أختيارنا، فـفي السماء مجد لا يُوصف مُعّد من أجل الذين تحملوا الألم والظلم والطرد والرفض من أجل اسم المسيح المُبارك، طوباهم المطرودين من أجل اسمه، طريق المسيح وأختياره ليس سهلًا، فلابد أن الشيطان يُعرقل طريق من يختار الخلاص والحياة، لأن هدف الشيطان هو هلاك وإضلال جميع البشر.

• حينما يترُك أحد دينه لا مشكلة في ذلك، فكل إنسان منا سيُحاسب عنه نفسه فقط وليس عن غيره، وأيضًا لم يُكلف الله إنسانًا ليكون مسؤولًا عن آخر، فلنترك الناس احرارًا يختارون ما يشاؤون، الله خلقنا أحرارًا فلماذا يُقيدنا بشر؟!!

• نصرة الدين بإستخدام السلطة والمناصب بالسجن والإعلام للمُخالفين، لم يدوم كثيرًا، فلكل شيء نهاية وخاصةً الظالم، وأمام الله سيقفوا عاريا تمامًا من كل سلطاتهم ومناصبهم ومراكزهم وأموالهم ولن ينفعهم أو يشفع لهم شيء، الله فوق كل أحد وفوق كل ظالم، فهو العدل المُطلق، ويومًا ما سينتقم من كل من إستخداموا نفوذهم في قمع وإستعباد الضعفاء.

وللحديث بقية ..

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫3 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى