مفكرون

نشوان معجب | أسوأ وأخطر أثرٍ من الآثار السيئة الخطيرة التي يُخلّفها الدين في نفس الإنسان

أسوأ وأخطر أثرٍ من الآثار السيئة الخطيرة التي يُخلّفها الدين في نفس الإنسان المتدين مهما كان دينه ومذهبه ومهما كان معتدلا وسطيا ومنفتحا، هو أنه يفتح عينيه لمراقبة الناس ومتابعة عيوبهم وهفواتهم، ويحجب قلبه عن مراقبة نفسه ومحاسبتها وتزكيتها من عيوبها وأخطائها .. ولكن لماذا يحدث ذلك؟! ..

لأنّ المتديّن بدينٍ ما يحسبه سماويا من عند الله، يجعله يستشعر في سريرته أنه في صف عباد الله المؤمنين الناجين، وأن كل من خالفهم ولم يكن معهم هو في صفوف الضالين الهالكين، وحتى لو لم يُزكِ نفسه فإنه يزكي دينه وجماعته حتما، وهذا كفيلٌ بحد ذاته أن يخلق في نفسه ذلك الشعور ولو كان خفيّا، فيصبح متوجسا مِن كل مَن خالف دينه، حيث يعتقد أن كل المخالفين يتربصون بدينه الدوائر، لأنه دين الله الحق الذي لا يرفضه إلا المستكبرون أو الجاهلون والغافلون، وبوعيه أو بغير وعيه تتولد في نفسه كراهيةٌ لكل من خالف دينه وخاصةً الناقدين له مهما تظاهر بالحب والرحمة تجاههم مُبديا الوسطية والاعتدال، فذلك الشعور ليس محصورا على المتدينين المتطرفين المتعصبين فقط، بل هو يصيب جميع المتدينين مهما كان اعتدالهم وانفتاحهم على الآخرين، ودليل ذلك أن المتدين لا يحزن عند وقوع أيِّ مصيبةٍ وكارثة في صفوف المخالفين لدينه بقدر حزنه عند وقوع نفس المصيبة والكارثة في صفوف أبناء دينه، وكذلك لا يفرح بحصول الخير للمخالفين كما يفرح لإخوانه في نفس الدين بنفس الخير، ولا يسعى لتقديم الخير للمخالفين كما يسعى في تقديم الخير لمن كان أخا له في الدين ..

وهذا الأمر لا أقوله تنظيرا وتحليلا وتخمينا، بل أنا أشهد به عن تجربةٍ وخبرةٍ طويلةٍ ذاتيةٍ مع نفسي ومع كل مَن هم حولي مِن المتدينين طيلة حياتي، والله على ما أقول شهيد.

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى