حقوقيون

تبًا أن العمر يمضي دون هوادة. يتسرب من بين يدي الزمان، وينقضي كأن لم يكن. لم يعد


تبًا أن العمر يمضي دون هوادة. يتسرب من بين يدي الزمان، وينقضي كأن لم يكن. لم يعد للوقت أي قيمة، أو جدوائية زمانية سرعان ما تنقضي، وتضيع! لكأن عقراب الساعة في سباق مارثوني لا يتوقف!
أجدني أتخبط بين الأيام، والليالي، وأنا أنتظر الخلاص الذي يبدو انه لن يأتي. لا زال وقتي يُغتال في معارك الدفاع عن حقوقي وحرياتي الشخصية أولًا، ومن ثم المحاولة دون مصادرة الحقوق والحريات عمومًا. فلا أجدني ألا أعركني في غياهب الظلام، وأقبية السجون، وأغرق تحت ركام القضايا، ورماد المناشدات المُحِرقة، التي لا تلقى من إجابه!
ها أنا أتأمل بعد لياليٍ قليلة من عيد ميلادي الذي لم احتفل بهِ يومًا، وأراجع حساباتي، ومالذي فعلته في عمري الثلاثة والعشرون. ولا أجد ألا أدخنه الخسائر، وتأوهات المواجع، وقهر المظالم، ونهب الحقوق، وتحييد الحريات..!
أستوعب الآن أنني لأسباب كثيرة كانت خارجة عن ارادتي، ولم يكن من الجيد أن أتخلى عن مبادئي، وحرياتي، وقناعاتي من أجل حقوقي المكفولة التي تكفلها كافة القوانين، والتشريعات الدولية، والاممية. لا مبرر، وأيضًا لا نسيان.
لا بد لي من أن أخذ حقي في يومًا ما، من بين جباه، وأعين، وقلوب خفافيش، وأفاعي الكهنوت، والرجعية الأمامية، وبقية مليشيا المتاجرة بأرواح الناس، ومعاناتهم، وناهبي ثروات البلاد، ومقدراته.. لا بد للعادلة من أن تأخذ مجراها.

في ظل هكذا أوضاع، وفي مثل هكذا تموضع لا يكن باليد حيلة.. يتوجب على المرء أن يختار بين الخيارات السيئة. ويحاول النجاة، والذود عن نفسه، ومن يهتم لأمرهم.
الغريق وهو يصارع المو.ت، ويقاوم المياه التي تبتلعه، ويمسك خناق الهلاك، وهو يتحشرك يتمسك بأي قشة تصادفه. هكذا الأمر لدى كل من تأتي الحياة بعهرها عليهم.
يتمسكون بتلابيب الحياة القاسية، وأن ألامتهم، وأوجعتهم. لا حبًا فيها، أو خوفًا من الم.وت. بل رعبًا، وخيفة من المجهول، وما خلف المو.ت.

هذا النص كتبته كذكرى شخصية لذاتي، وكفضفضة عبارة؛ ربما تخفف عما يعترك، ويتطاحن بين ضلوعي، ودواخلي.

#فضفضه
#مكاشفه

لؤي العزعزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى