مفكرون

أحمد علام الخولي | تتضح فى هذا البوست للروائي أشرف الخمايسى أزمة العقل المصرى فهو يريد من المرأة


تتضح فى هذا البوست للروائي أشرف الخمايسى أزمة العقل المصرى فهو يريد من المرأة أن تتحجب حتى لاتفتنه بشعرها وتنتقب حتى لا يثيره جسدها ولايريد ان ينتقد أى أحد فكره الذي يقحمه في حريات وحقوق الأخرين فهو يريد من العالم من حوله أن يخضع له ويتكيف لأجله ولا يريد أن يفهم أن ما يعتقده هو شأنه الخاص لايلزم غيره ولا يدرك أن الوصاية هي أحد أمراض المجتمعات المتخلفة ولا يوجد أسوأ من المجتمع الذى يجبر أفراده على الظهور عكس ما يريد

فى هذا البوست تجلت تماما ثمرة نصف قرن تولى فيها دعاة متشددين ومتطرفين ومهوسين بالجنس مهمة تعليم الدين للمجتمع وهؤلاء يرون المرأة كائنا للجنس فقط فيرون مثلا مصافحة المرأة رجسا من عمل الشيطان بل وأقنعوا النساء أن أرقى صور التعارف وهي المصافحة تثير الشبق الجنسي والرغبة الجنسية بين المتصافحين وكل هذا الهوس الجنسي موجود بكثرة وبكثافة فوق المنابر وفي كتب التراث التى رسخت لفكرة جعل الجنس وبالأصح المرأة هى مكافأة الطاعة فى الجنة بالشكل الذى يسوقه مشايخ المرأة والتراث الجنسى وهو إفتراض أن الرجل كائن جنسي عديم الشرف فحصر شرفه فى المرأة من خلال قطعة قماش على رأسها أو حول جسدها وهى فكرة مقيتة ودونية صورت المرأة فقط وعاء ومتاع وشيء تابع وهذا الفكر هو ما خلق المبررات السهلة التي يسوقها المجتمع للتحرش والاغتصاب وزواج الأطفال وأنتج مجتمعا لو سألته عن مواصفات المرأة الجيدة سيصف خادمة أو جارية لا شريكة وندا مساويا كما يصور له ذلك الفكر أن إستقلالية المرأة ستهدم مكتسباته وأن نديتها تعنى إخلال كل طرف بما له و عليه

فالكاتب أشرف الخمايسى يرى أن المرأة التى تعجبه وتثيره ولا تلتزم بالإطار الذى يضعه المجتمع لملابسها وحركتها فمن حقه أن يتحرش بها وإلا لن يكون رجلا كامل الفحولة كما يرى والحقيقة هنا أن الكاتب عبر بشكل واضح جرئ عن رؤيته التى يستحق العقاب عليها فهى دعوة صريحة للتحرش لكنه يعلم أنه يستند إلى عاملين لهما القوة والحسم وهما

1 ) ذكورية شعبوية ستقف معه وتدعمه
2 ) قداسة هذا التراث الدينى عند المجتمع لدرجة أن شيخ الأزهر إعتبر ذلك التراث ثلاثة أرباع الدين

ولأن تلك المواجهة الفكرية طويلة والصراع مع ذلك التراث وأصحابه غير منتهية فإن الدولة مطالبة إنسانيا بتشريع قوانين حاسمة رادعة فمثل ذلك الأستاذ أشرف لو أنه يعيش بالغرب ورأى إنسانة عارية تماما فلن يجرؤ على الإقتراب منها لأن القانون فوق الجميع لا يعترف بتراث ولا قوامة ذكورية ولا أفضلية جنسية ..القوانين فقط هى من تحمى وتردع


Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى