مفكرون

نشوان معجب | لماذا المتدينون جميعا يتخيلون الله بأنه ذو مزاجٍ مُنقبضٍ مُتعكِّر، وطبعٍ جادٍّ


لماذا المتدينون جميعا يتخيلون الله بأنه ذو مزاجٍ مُنقبضٍ مُتعكِّر، وطبعٍ جادٍّ حادٍّ مُتقعِّر، ووجهٍ مُتجهِّمٍ مُكفهِر، ويَقبلون أن ينسبوا إليه الغضب والسخط والشدة والحدة لأتفه الأمور التي تصدُر من العبد، كأن يقول كلمةً لإضحاك الناس مما لا يُلقي لها بالا، فيغضب الله منه بسببها ويقضي عليه بسبعين خريفا يهوي بها في جهنم، ولا نسمعهم ينسبون إليه الانبساط والابتسام والضحك والفرحة؟؟!.

بالنسبة لي فإني منذ مدةٍ طويلةٍ لا يكاد يَمرُّ يومٌ إلا وأنا أمزح مع الله ربي ونضحك سويا ونقهقه معا إلى أنْ تدمع أعيننا، وقد نتقلب ونسقط على ظهورنا من شدة الضحك حتى أسمع صوت أطيط السماوات من ضحكة الله وتقلُّبه في العرش، وهذا هو الله ربي الذي وجدت معه أُنسي وسعادتي، حتى أننا قد صرنا خليلين مُقربَين من بعضنا جدا، والإعجاب والحب بيننا متبادلٌ بصورةٍ لا نظير لها، لدرجة أنني أشعر أنه عز وجل قد خصَّص في جدوله اليومي قَدْرا من الوقت لمنادمتي ومتابعة منشوراتي التي تعجبه كثيرا وتُدخِل في نفسه الغبطة والسرور والضحك أيضا، بل إنَّي أحس به في بعض المنشورات التي لا يُوافقني سبحانه وتعالى الرأي فيها ويجدني قد تهورت فيها وهو يضع عليها إعجابه أيضا ويجاملني مُعلِّقا "روووووووعة" كيلا يحرجني ???? .. كم أحب الله ربي ????????.

أما الله رب المـ///ــلمين الذي كنت أؤمن به من قبل، فالحق أنني لم أكن أحبه، بل كنت أنافق وأُظهر محبتي له خوفاً وخشيةً من سخطه وسرعة انفعاله وشدة غضبه وانتقامه، وهو كان يعجبه ذلك فيما يبدو ولا يدري أنني أنافقه، فهو لا يفقه شيئا غير مراقبة ماذا نقول وماذا نفعل وبماذا نفكر!!، وكنت لا أجرؤ على الضحك في حضرته بل ولا أستطيع الابتسام، وإذا خَطَرتْ ببالي فكرةٌ طريفةٌ تبعث على الضحك في شأن أيّ تعليمٍ من تعاليم دينه أو بخصوص أيِّ آيةٍ من آياته فإني أكتمها بقلبي وأكظم بسمتي وضحكتي حتى أختنق بها ويكاد صدري أن ينفجر من شدة اكتظاظها داخله، وهو بالطبع لم يكن يلاحظ ذلك، لأنه إلهٌ سطحيٌّ ظاهريٌّ، وهو يحب المنافقين كثيرا و يظنهم من المؤمنين المحبين له، وإذا صدر مني أيُّ صوتٍ أو كلمةٍ في لحظة غفلةٍ مني فيها تَندُّرٌ على أيّ شيءٍ في دينه أو حتى في غير دينه بحضرته، فإنه يثب نحوي كالضرغام ليسجل ضدي مُخالفةً مدموغةً بختمه وتوقيعه وقد كتب عليها مقدار الغرامة التي سأتحملها يوم القيامة (سبعين خريفا في جهنم) ناهيك عن تجهمه وغضبه في وجهي وأذيته لي وتحرشه الدائم بي في الدنيا جزاء تلك الكلمة، هذا غير عبيده من حراس العقيدة وحماة الدين الذين يحاصرونني من كل جانبٍ للبطش بي.

فالحمد لله ربي ورب العالمين جميعا .. الجميل اللطيف الحبيب الرؤوف الرحيم، الذي دلَّني عليه وعرَّفني بنفسه وصادقني بعد أن كِدتُ أهلك في العبودية الجاهلية لإله المتدينين العابس الغضوب.

#ذوالنونين

نشوان معجب | ناشط مجتمعي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى