كتّاب

هاشم العامر | قوة الدولة القانون المدني ، مسألة مهمة للوصول إلى مجتمع آمن أولاً لأن تطبيق


قوة الدولة القانون المدني ، مسألة مهمة للوصول لمجتمع آمن

أولا
لأن تطبيق العقوبات وفق الشريعة مثلا
تتعذر جدا بزمنّا الحاضر .. لاختلاف الأزمان
ولتنوع مكونات الدولة الحديثة
كل الدول تضم أديان وطوائف مختلف
وأجانب مقيمين وناس من ثقافات وأفكار متنوعة
ما بنفع تحكيلهم أنا بدي أطبق عليك قانون لدين معين
وغير هيك ممكن حدا من دين آخر يحكيلك
أنا بدي عقوباتي الدينية تتطبق علي
والدولة الحديثة هي دولة للجميع وليست لدين واحد

ونقطة أخرى أغلب العقوبات الدينية تتلائم أكثر
مع منطق البيئة القبلية اللي عاش فيها الإنسان سابقا
واساسا في حال كانت الغاية منها الردع و"التعزير"
فالغاية متحققة بالقوانين المدنية بغض النظر عن الوسيلة

ثانيا
الضمير الديني للإنسان "وحده" لا يعول عليه لمنع الجرائم
يعني واحد مغتصب أو متحرش أو قاتل
ما رح يفرق معه لو حكيتله جنة ونار وعقاب آخرة وعذاب قبر
وممكن يرتدع أكثر لو حس ان في قانون دنيوي
يطبق على الجميع وبعقوبات عاجلة وسريعة وحاسمة
وبالآخرة منه لربه يفتصل

ثم الخطب الديني لوحدها غير كافية لبث الوعي في المجتمع
لازم الاعلام يساند والفن يساند ومؤسسات المجتمع المدني تساند
وعلم النفس وعلم الاجتماع والأطباء والمتخصصين
ترك المجتمع لرجال الدين جريمة
لأن عقلية رجل الدين المعاصر آخر همها المجتمع وتطوره

الدولة المدنية الحديثة هي النموذج الأفضل اللي وصله البشر في العصر الحديث
لا الدولة العشائرية والقبلية ولا الدولة الدينية قابلة للحياة في زمنّا الحالي
دولة مدنية بقوانين مدنية تطبق على الجميع
والجميع فيها متساوين بغض النظر عن دينهم وجنسهم وميولهم

ترك الأسرة والعلاقات الشخصية رهينة للمحاكم "الشرعية" مشكلة
في قوانين كثيرة أصبحت لا تتناسب مع المجتمع
زي زواج القاصرات ، وتعدد الزوجات ، وولاية الأهل على الأبناء وغيرها

الدولة الحديثة بقوانين مدنية وفصل بين الدين وإدارة الدولة هو الحل


هاشم العامر | كاتب

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى