كتّاب

جيد أن يتفق الخطاب الرسمي العربي على تأكيد رواية واحدة للصراع:…


جيد أن يتفق الخطاب الرسمي العربي على تأكيد رواية واحدة للصراع:
محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير غزة إلى مصر والضفة إلى الأردن.

هكذا تصير فلسطين كلها إسرائيل كما ردد نتنياهو مراراً: لليهودي الحق الحصري، غير المقيد، في كل
أرض إسرئيل.

طوفان الأقصى كان صراعا مسلحاً بين جيشين، انكسر فيه الإسرائيلي في أول نصف ساعة. وخلال ست ساعات تلاشى ١٥ موقعاً عسكريا من الوجود. نوايا إسرائيل قديمة، كانت كلمة ال’ترانسفير” واحدة من أشهر المقولات السياسية في عهد مبارك.

صارت المعركة، التي شاهدها الناس بالصوت والصورة، إلى اغتصاب نساء وأطفال وقتل كبار سن.
مهمة إسرائيل هنا ليس قتل الآمنين دفاعا عن نفسها، بل إعادة بناء قواتها المسلحة حتى تكون جديرة بالتحولات الراهنة، لتكون قادرة على حماية نفسها في عالم شبّ فيه كل الناس عن الطوق. عليها تدبر ورطتها الوجودية. المصريون فعلوا ذلك بعد ١٩٦٧م ولم يذهبوا لقتل أطفال اليهود ونسائهم.

الاستنجاد بحاملات الطائرات الأميركية أعطى صورة عن عجز إسرائيل عن الدفاع عن وجودها، إرسال ألف رسول إلى بيروت لرشوة حزب الله وإبعاده عن التدخل كشف عجزاً فاضحاً في قدرة إسرائيل على حماية نفسها.

أحاطت نفسها بالأعداء، وبدلاً عن قصف المستشفيات فإن عليها أن تفكر ملياً: هل هي قادرة على الدفاع عن نفسها. الإجابة لا، وعليها أن تجلس مع نفسها، أن تعترف لنفسها، وأن تحاول الوصول إلى نعم.

وفيما يبدو، في عالم متماوج هزمت فيها طالبان أميركا، فما من دولة قادرة على الزعم أنها محصنة بصورة نهائية.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫10 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى