كتّاب

اللي يلعب الدح ميقولش أح….


اللي يلعب الدح ميقولش أح.
ــــــــــ

كنّا أمّة منكوبة، وتدفّق علينا الليل ودخلنا في طور من الإحباط واليأس. وانقسم المجتمع طوليّاً وعرضيّاً، وظهرت فئة جديدة فشلت في الاندماج، تعتقد أنها خلقت لتسود، وأن المواطنة الصالحة تعني التسليم بتلك العقيدة. نزلت الستارة السوداء الأعظم على اليمنيين حتى صار غير ممكن بالمرّة النظر إلى الغد. وفي الصبح يفتح ملايين أعينهم ولا يعلمون، بالمطلق، ما الذي يمكن أن يحدث خلال شهر أو عام أو بعد غد. صرنا أمّة ضالة مثل خراف بني إسرائيل، واختطفت العصافات والميليشيّات المجتمع برمّته فارضة عليه رؤيتها في الحياة والسياسة والعقيدة، وفتحت مختبرات تعذيب لكل من يشكك في تلك الرؤية، أو يقول إن الحياة لا بد وأن يصنعها كل الناس بلا هيمنة. وأن الهيمنة والإذلال يعودان إلى القرون السحيقة.

أفضت تلك الصورة الفاشية الشمولية، كما حدث في كل مكان وفي كل التاريخ، إلى حروب مع الجيران. تاريخ الفاشيات والعصابات مليء بتلك القصص، ويعجّ بقصص أسطورية عن وقوف السكّان المحليين، الواقعين رهائن، مع القوى الخارجية التي اشتبكت مع الفاشيات “تاريخ ألمانيا، ومثقفو ألمانيا مثالاً”.

حدثت الحرب التي ستضع نهاية لزمن الفاشية. فالفاشيات التي تنشأ تلك الطريقة، كما استعرضنا، لا تسقط سوى بحروب ضارية. وهي تخوض تلك الحروب لأنها لا تستطيع الانتقال من طور “تفجير الجسور” إلى طور وزارات الأشغال وتجد في السلم كلفة أعلى من الحرب. وفي المسألة الحوثية ثمة عاملان يجعلان من اضمحلال تلك الجماعة أمراً متوقعاً: العقيدة الدينية لقياداتها، والعامل الخارجي الذي يريد منها أن تعمل بندقية إيجار على الدوام.

الحرب التي تجري الآن ضد الميليشيا والعصابات بتآلف دولي واسع اشتركت فيه اليمن أيضاً، كدولة وشعب، ليست سوى محاولة لإجلاء أمّة كبيرة مختطفة ونقلها إلى زمن آمن.

وتقول كل المقدمات والوقائع أن جماعة الحوثي، والعصابات، وضعت اليمن أمام واقع موحش وتركت الحرب أمامه خياراً وحيداً.

وكذلك فعلت مع الآخرين في الخارج.

ومنذ 2004 والحوثيون يخوضون حروباً، ولم تتوقف حروبهم مرّة واحدة. وليس لصراخهم من الحرب الآن أي معنى، فهم لم يتوقفوا نهاراً واحداً عن الحرب منذ 11 عاماً. وقبل ثلاثة أشهر أمر الحوثي جماعته باقتحام البيضاء قائلاً بتصميم كاليغولي “وليغضب من يغضب، وليصرخ من يصرخ”.

وليست الحرب الراهنة حرباً إضافية ولا هي جديدة. الجديد فيها هو أن الحوثي انهزم أخيراً، وهذا ما جعلها بالنسبة له عدواناً.

أما الخسارات الاقتصادية والبنية التحتية فهذه أسوأ الحجج وأعظمها سطحية. فتصنيف اليمن الإئتماني ك “دولة حروب أهلية” هو أسوأ ما أصاب اليمن اقتصادياً خلال العشر سنوات الأخيرة. ومنذ سقوط صنعاء وحتى مارس سُجّل في اليمن مشروع استثماري وحيد، كما في تقرير نشره العربي الجديد! بينما خسر بسبب حروب الحوثي الأخيرة حوالي مليون شخصاً وظائفهم.

قدم الحوثي مشروعه:
حرباً طويلة الأمد ضد كل الناس.

لكن آخرين قالوا له:
لنجعلها حرباً حاسمة وقصيرة الأمد، وضد خصوم محدّدين على طريقة حكماء الزمن القديم:

“وجع ساعة ولا كل ساعة”.

م.غ.
٢ أبريل/ ٢٠١٥
بعد انطلاق عاصفة الحزم بأسبوع

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫21 تعليقات

  1. قده ثور قال سيدووووووه !!
    الهاشمين لهم أكثر من ألف عام وهم يتحكمون برقاب اليمنين
    جأت الحمهورية تجمهروا جأت الوحدة وحدوا جأت الثورة تثوروا وهنا كانت المصيبة لم يفرقوا هم وسيدهم الحمار بين الثورة والمثوارة فكانوا أثوار وليسوا ثوار والأن حلقت المصائب على بيوت الهاشمين بسبب حمار غبي أراد أن يكون وصي النبي و يحكم بإسم الله ويقبض الخمس بيده ولو كان بقي ثور ومارس التقية كما أسلافه كانت الأمور قدها سابرة لهم كلهم !! سيطرة على مراكز السلطة بالبلاد وعلى أرزاق العباد وكل واحد من أتباعهم يأخذ الخمس بحق بن هادي من كل شافعي والأمور ماشية ولكن نقول ألله لا رحمك يا محطوري أنت ونصيحتك لحمار مران قده حمار قال ثوروه قالوا ولا يهمك قده ثور قال سيدووووووه !!

  2. توفيق علي
    للي يلعب الدح ميقوش أح.
    ــــــــــ
    كنّا أمّة منكوبة، وتدفّق علينا الليل ودخلنا في طور من الإحباط واليأس. وانقسم المجتمع طوليّاً وعرضيّاً، وظهرت فئة جديدة فشلت في الاندماج، تعتقد أنها خلقت لتسود، وأن المواطنة الصالحة تعني التسليم بتلك العقيدة. نزلت الستارة السوداء الأعظم على اليمنيين حتى صار غير ممكن بالمرّة النظر إلى الغد. وفي الصبح يفتح ملايين أعينهم ولا يعلمون، بالمطلق، ما الذي يمكن أن يحدث خلال شهر أو عام أو بعد غد. صرنا أمّة ضالة مثل خراف بني إسرائيل، واختطفت العصافات والميليشيّات المجتمع برمّته فارضة عليه رؤيتها في الحياة والسياسة والعقيدة، وفتحت مختبرات تعذيب لكل من يشكك في تلك الرؤية، أو يقول إن الحياة لا بد وأن يصنعها كل الناس بلا هيمنة. وأن الهيمنة والإذلال يعودان إلى القرون السحيقة.
    أفضت تلك الصورة الفاشية الشمولية، كما حدث في كل مكان وفي كل التاريخ، إلى حروب مع الجيران. تاريخ الفاشيات والعصابات مليء بتلك القصص، ويعجّ بقصص أسطورية عن وقوف السكّان المحليين، الواقعيين رهائن، مع القوى الخارجية التي اشتبكت مع الفاشيات “تاريخ ألمانيا، ومثقفو ألمانيا مثالاً”.
    وحدثت الحرب التي ستضع نهاية لزمن الفاشية. فالفاشيات التي تنشأ تلك الطريقة، كما استعرضنا، لا تسقط سوى بحروب ضارية. وهي تخوض تلك الحروب لأنها لا تستطيع الانتقال من طور “تفجير الجسور” إلى طور وزارات الأشغال. وتجد في السلم كلفة أعلى من الحرب. وفي المسألة الحوثية ثمة عاملان يجعلان من اضمحلال تلك الجماعة أمراً متوقعاً: العقيدة الدينية لقياداتها، والعامل الخارجي الذي يريد منها أن تعمل بندقية إيجار على الدوام.
    والحرب التي تجري الآن ضد الميليشيا والعصابات بتآلف دولي واسع اشتركت فيه اليمن أيضاً، كدولة وشعب، ليس سوى محاولة لإجلاء أمّة كبيرة مختطفة ونقلها إلى زمن آمن.
    وتقول كل المقدمات والوقائع أن جماعة الحوثي، والعصابات، وضعت اليمن أمام واقع موحش وتركت الحرب أمامه خياراً وحيداً.
    وكذلك فعلت مع الآخرين في الخارج.
    ومنذ 2004 والحوثيون يخوضون حروباً، ولم تتوقف حروبهم مرّة واحدة. وليس لصراخهم من الحرب الآن أي معنى، فهم لم يتوقفوا نهاراً واحداً عن الحرب منذ 11 عاماً. وقبل ثلاثة أشهر أمر الحوثي جماعته باقتحام البيضاء قائلاً بتصميم كاليغولي “وليغضب من يغضب، وليصرخ من يصرخ”.
    وليست الحرب الراهنة حرباً إضافية ولا هي جديدة. الجديد فيها هو أن الحوثي انهزم أخيراً، وهذا ما جعلها بالنسبة له عدواناً.
    أما الخسارات الاقتصادية والبنية التحتية فهذه أسوأ الحجج وأعظمها سطحية. فتصنيف اليمن الإئتماني ك “دولة حروب أهلية” هو أسوأ ما أصاب اليمن اقتصادياً خلال العشر سنوات الأخيرة. ومنذ سقوط صنعاء وحتى مارس سُجّل في اليمن مشروع استثماري وحيد، كما في تقرير نشره العربي الجديد! بينما خسر بسبب حروب الحوثي الأخيرة حوالي مليون شخصاً وظائفهم.
    قدم الحوثي مشروعه:
    حرباً طويلة الأمد ضد كل الناس.
    لكن آخرين قالوا له:
    لنجعلها حرباً حاسمة وقصيرة الأمد، وضد خصوم محدّدين على طريقة حكماء الزمن القديم:
    “وجع ساعة ولا كل ساعة”.
    م.غ.
    ٢ أبريل/ ٢٠١٥
    بعد انطلاق عاصفة الحزم بأسبوع

  3. في عدن :
    بريطانيا ١٢٩ عام ولم تهدم مسجد
    الحزب ٤٠ عام ولم يهدم مسجد
    أبناء رسول الله (ص)
    خلال ١٠٠ يوم هدموا ١٠٠ مسجد واهلكوا الحرث والنسل
    فلا تحملوا عدن وزر افعالكم
    ولا تذروا الرماد في العيون
    يقول لي صديقي من عدن
    ” لن اطول عليك بالشرح انزل لعدن لتشاهد بعينك ما جلبته لنا الوحده ” قلت له “الاسلام يدعو للوحده فلا تدعوا للفرقه ” فسكت قليلاً ثم قال “ادعو الله ان يعالج خراب القلوب”

    وليس هناك حاجه بعد الان لتظليلكم الاعلامي من قبيل انهم يريدون الانفصال عند رؤية اعلامهم في الشوارع والازقه فقد رفرف شعار صرختكم الكاذبه ومازال يرفرف في كل بقاع اليمن بمافيها اجهزة الدوله وليست الصرخه باشرف من اي راية اخرى ترفع هنا او هناك ،،،
    ولا نريد ان نحمل ابناء عدن تبعات افعال البعض منهم
    فأهل الجنوب وحدوين بالفطره وليسو بحاجه للقادمين من كهوف التاريخ ليعطوهم دروساً في الوحده ، ويجب ان لا نحكم عليهم من الان فجراحهم عميقة …عميقة جداً

    وهاهي عدن الجريحه تنفض غبار الحرب عنها وتنهض من جديد
    ويجري فيها الان التجهيز للوحه كبيره جداً سيتم تعليقها على الانقاض وبالخط العريض كُتب فيها “من هنا مرّ انصار الله ”
    وسنكتب هكذا في كل ارجاء اليمن “من هنا مرّ انصار الله”

    https://plus.google.com/u/0/102610816899255943808/posts/BRW7HWY4YKq
    …………………..
    هيثم الرصاص

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى