صالح أنقذ الحرب.
مروان الغفوري
ـــــــ
تدخل الحرب الأخيرة في اليمن شهرها العاشر ولا ملامح عن صراع طائفي. أخذت الحرب طابعاً أخلاقياً وقانونياً: الدولة والمتمردون. إلى جانب الدولة يقف رئيس منتخب، وحكومة توافقية، وتشكيلات مقاومة ممتدة على كل الجغرافيا، عابرة للمذاهب، كما موقف عربي متجانس وقرارات أممية حاسمة. إلى جانب المتمردين وقف صالح مع شبكته الكبيرة “المؤتمر الشعبي العام” العابرة لحدود المذهب والجغرافيا. تحول حزب صالح السابق، الذي اعتاد على تجاوز الانتخابات بأغالبية ساحقة، إلى تشكيلات عسكرية متمردة سرعان ما انخرطت مع جماعة الحوثي وهيمنت عليها. في التسجيل الصوتي الذي سربته الجزيرة مؤخراً يقول الناطق باسم الحوثيين “البخيتي” لصالح: كلنا نعرف أنك من فعل كل شيء، وأننا لا نملك من العملية سوى الاسم. بينما يؤكد له صالح بأنه مهد الأجواء بـ “أفضل ما يكون”.
حركة الحوثي، في الأساس، طائفية ومسلحة. في طريقها إلى صنعاء أزاحت كل من ليس منها: بدأت باليهود، ثم القبائل، ثم السلفيين، ثم الأحزاب، ثم أجهزة الدولة. جرفت في طريقها كل شيء، حد تفجير منازل الهاشميين غير الحوثيين كما حدث في الجوف.
لكن صالح ليس طائفياً، هو ديكتاتور مخلوع قال عن نفسه قديماً “لسنا أسماكاً، لن نموت إذا غادرنا السلطة”. لم يكن يؤكد حقيقة عن نفسه بقدر ما كان كان يحاول نقيضها. امتدت شبكته، التي خاضت حرباً ضد الدولة، على كل الأرض. في اليوم الأول للحرب كان الحرس الجمهوري، حوالي ٤٠ لواءً، يدين له بالولاء الشامل. بينما كانت التقارير المحلية تتحدث عن جيش الحوثي الذي يبلغ “٣٠ ألفاً” رفد صالح الحركة الحوثية بتشكيلات عسكرية إضافية فضلاً عن
حوالي 100 الف عسكري يشكلون في مجموعهم الحرس الجمهوري
صالح لا يمثل أي طائفة، ولا يخوض حرباً دينية، وعندما ينظر إلى الأعلى لا يرى شيئاً ولا يستقبل رسائل. إنه يتحرك على طريقة “الملك ريتشارد الثالث” وهو يرى ملكه يضيع: من يعطني خيلاً وله مملكتي.
ارتباط صالح، كرئيس دولة، بالمجتمع الدولي علمه الحذر ومنحه خبرة في التعامل مع المسائل القانونية والإنسانية، على وجه الخصوص: الحروب الأهلية، التمرد، الانقلاب. فهو لم يعترف، حتى الآن، بأي دور له في الحرب لأنه يعرف جيداً أنها انقلاب مسلح على سلطات منتخبة شعبياً. من وقت لآخر يكتب نصائح للمتحاربين ويدعوهم، على طريقة قديس منقطع في جبل، إلى التسامي على الجراح.
كان الحوثيون أقلية داخل أقلية، بتوصيف فهمي هويدي، حتى منحهم صالح “الانتفاشة” التي ظهروا بها. يعلم سكان المحافظات الكبرى الثلاث “تعز، الحديدة، إب” إنهم لا يواجهون ميليشيات طائفية بل خليطاً من نظام صالح بوجوه تنتمي في الأساس إلى قراهم ومدنهم وتدين بمذهبهم وتنطق بلهجتم.
لقد حفظت شبكة صالح طبيعة الحرب: متمردون ودولة، ونأت بها عن لعنة الطائفية ـ الدينية التي لا يمكن ردمها إلا بإقامة الحدود، كما فعلت بريطانيا مع باكستان والهند في العام ١٩٤٧.
رغم ضراوة الحرب واتساع رقعتها بقيت هناك جبهتان: المقاومة، واللجان الشعبية. يقصد بالأخيرة ميليشيات الحوثي، أي تلك المندمجة مع تشكيلات صالح العسكرية. لم تظهر تشكيلات أخرى خارج هذه الثنائية، لا وجود لكتائب جند الحق، ولا جيش الإسلام. إنه صراع محتدم حول السلطة: الدولة، بوصفها المالك الوحيد والمحتكر الأوحد للسلطة تدافع عن خواصها، والمتمردون يريدون إزاحتها وإقامة سلطة بديلة.
يتحدث المتمردون عن “الشعب اليمني العظيم” الذي يساندهم. جانب الدولة، المقاومة الشعبية والجيش، يتحدثون عن أنفسهم بوصفهم الشعب اليمني العظيم. لا يعمل أي من الطرفين في خدمة إله أو دين، أي إله وأي دين. حالياً تشتعل المعارك داخل صنعاء وعلى حدودها في عمق المنطقة التي ينظر إليها، إجمالاً، بوصفها منطقة تاريخية للمذهب الزيدي. القبائل التي تخوض الصراع ضد المتمردين، صالح والحوثي، هي قبائل تصنف كقبائل زيدية.
لم تسقط اليمن في صراع لأجل الأديان بل في سبيل الدولة. أما الحوثيون، وهم أقليلة بسيطة جغرافياً وديموغرافياً، فليسو أكثر من كتائب للثورة المضادة. خاضوا حرباً في صعدة لأجل عبد الملك الحوثي، القائد المذهبي. أما في صنعاء وعدن فقد خاضوا حرباً لأجل علي عبد الله صالح. وليس صالح رجل دين، بل ملكاً سقط عن الحصان في منتصف النهار.
المقالة منشورة في صحيفة الوطن القطرية
يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات
عظيم حرفك صديقي
كلام اكثر من راااائع
توقعاتك يادكتور هل سيخوض صالح حرب صنعاء؟؟
اتسأل هل اضافت هذه المكالمة شيئاً إلى الفرضية السابقة ، حول تخاذل عبدربه مع الحوثيين و تسليم صنعاء دون قتال؟
ما اروع حروفك
هكذا يكون التحليل واقعيًّا عقلانيًّا لا على موضة دعاة الجاهلية الحميرية ..
گلام رائع وحرووووووف من ذهب
توصيف دقيق للواقع المعاش
رائع 😎
جميل كلامك وحروفك مع معرفتنا به لكن لديك أسلوب أقل ما يقال عنه رائع
قبل المقال اسجل اعجابي الشديد بالعنوان
Turki Alahmadi
Fahad Alhejaili
ملخص لجانب من الوضع في اليمن
سلمت يداك ..
لم اشعر يوماً بالملل وانا اقراء مقالاتك المنسوجه من واقع يمني يعشيه الجميع سياسياً وعسكرياً واجتماعياً
جميل جدا
كلام مهم
لكن السؤال الذي حان وقته ويطرح نفسه فعلا ماذا عن تحرير صنعاء ؟ هل ستكون معركة تدميربة كما في تعز مثلا
ام ان هناك قراءأت وسيناريوهات لتجنيبها ذلك والحفاظ على بنيتها وآثارها وسلامة سكانها.؟
ارجو ان تجيب على هذا مشكورا.
ممتاز
ماخربوا البلاد الا الفلاسفه …والهدارين بلا فائدة امثالكم
بحسب شهود عيان👀
حوثيون يعرضون بيوتهم للبيع في #جولة_آيه في صنعاء وآخرون يقومون بازاله الشعارات من علي جدرانهم …
#قادمون_ياصنعاء
الصفة العامة للحرب تحمل الابعاد الطائفية والمناطقية والسياسية كذلك الا ان جوهر الصراع هو السلطة كما ذكرت اي يعني لم يعد الدين يلعب دورا رئيسيا في هذه الحرب كما يحلوا للبعض وصفه .
عادة يا د مروان كتاباتك تقول شيئا ما ، في هذا المقال لم تقل شيئا !
حرب الحوثي طائفيه بامتياز اما حرب عفاش فهي من اجل الحكم
هناك وثائق رسميه وهي توجيهات عملياتيه خطيه من الرئيس هادي الي وزير دفاعه ومنها الي قاده الجيش بتسهيل تحرك اللجان الشعبيه( المليشيات)من داخل حرف سفيان ثم عمران ثم صنعاء فبقيه المحافظات وكان وزير الداخليه الاسبق عبدالترب على اطلاع كامل بذلك وصرح اعلاميا في وقته وحتى الترب وجه الوحدات الامنيه في جميع المحافظات بتسهيل مهامها وبدا التوجيه بعباره”بناءا على اتفاق السلم والشراكه”…
لم يتلقى الجيش امرا واحدا من هادي بالتصدي للمليشيات بل وجه بالتعاون معها وكان اعلاميا هادي ووزير دفاعه يتحدثون عن عدم اقحام الجيش في الصراعات السياسيه والوقوف بحياد وانتم تعرفون ذلك ولكنكم ستشاركون بالمؤامره اذا لم تنتقدوا ذلك…
انتم لاتجيدون الا لغه الاتهام والتخوين للجيش ونسيتم ان الجيش هو كسياره تحتاج الي سائق يقوذها والجيش يحتاج الي قائد اعلى يقوده فهو عباره عن منظومه عقول بشريه مختلفه ايدلوجيا وثقافيا وقبليا وعلميا ايضا وكان لابد من وجود قائد اعلى او قياده موحده بعد استقاله وهروب هادي حتى يوجهه الي اهدافه الشرعيه… لكن القائد تركه وهرب بعد ان عين قاده من الحوثيين في مختلف وحدات الجيش او نواب ومساعدين القاده وفي اعلى السلم الهرمي للجيش..
اسألك دكتور Marwan Al-Ghafory
لماذا اختفت وحدات الجيش من جميع النقاط العسكريه والامنيه قبل دخول الحوثي صنعاء بساعات ومن وجه بذلك الانسحاب الي داخل المعسكرات انه الوزير محمد ناصر احمد وبالوثائق فلماذا لاتقولون الحقيقه ام انكم خلقتكم للدفاع عن سياسه احزابكم فقط
يا رجل حتى اعلاميا وجه موقع سبتمبر موبايل رسائل بذلك الانسحاب الي المعسكرات… اتقوا الله
Saad Alwafi جزء من الوضع فاليمن بعيد عن كذب الاعلام
مروان كلام كبير وكثير مادريت اين البدايه من النهايه يعني ماخرجتنا لطريق ولا فهمت ايش تشتي تقول دخلو صنعاء او عاده بيدخلوها او ماشي تعز بتتحرر او ماشي صالح قتل نشتي من هذا الخبر لانه مجرد ماتكتب انا اصدق حروفك
باختصار انها مؤامره منفذها اقليميا السعوديه وايران ومحليا هادي… ..
وادواتها الحوثي وصالح (عن غباء وحماقه وانتقام من الخصوم)واول اداه للمؤامره في الوطن العربي الاخوان المسلمين( عن حب وتعطش للسلطه وعدم الفهم لاداره دوله)ومحليا الاصلاح (عن حب كسب التألق والشعبيه الكاذبه وعدم ذكاء وفهم السياسه والفشل وعدم التصرف بحكمه واكتساب العديد من الاعداء بسبب عدم المرونه وانتقام بعض قياداته بشخصنه الاشخاص وتهميش ادوارهم من اجل بروز الحزب وبروز شخصياتهم)
وكل هذه المخططات من اجل الشرق الاوسط الجديد والكبير واسرائيل الكبرى…
مساعد المخرج بريطانيا..
المخرج الولايات المتحده…
الاشراف العام الماسونيه العالميه التي تدير اسواق السلاح العالميه للحصول ع المزيد من الارباح والعمل على استنفاذ الاسلحه والذخائر المخزنه من عشرات السنوات في بريطانيا وامريكا… قبل تعرضها للتلف.
مقال رائع خصوصاً لإخواننا العرب الذين لم يفهموا مالذي يحصل في اليمن..
سلمت أناملك دكتور.. قليلك من الكلمات يختصر الكثير من التحليلات.. احترامي
ستتحول مليشات صالح الى عصائب حق وجيش اسلام وجند الجند فى محاولة أخيرة من صالح لاحراق المنحرق اصلا…
طيب و الشعارات : رافضي مجوسي صفوي،،،،،نواصب وهابية دواعش قاعدة ،،،، كلها شعارات مرافقة للحرب من قبل أن تبدأ!!!!!!
قبل ثوره سبتمبر62كان الحكم طائفي مذهبي عفن وبعد الثوره صار مناطقي بثوب ثوري
في سبيل الدولة المدنية تستمر المعركة والله ناصرها…بوركت
سلام الله على عفاش يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا
لوكنت علي عبدالله صالح لأعطيتك نصف ثروتي حتى تسكت……
توصيف جميل
تحليل رائع 👍