كتّاب

المستشار طارق البشرى، معلم جيل.. ولكن:…


المستشار طارق البشرى، معلم جيل.. ولكن:
امتلك المستشار طارق البشرى حسا وطنيا فريدا جعل من كتاباته الأولى كتابات مُعَلِمة للآلاف من أبناء جيلي وخاصة كتبه: تاريخ الحركة الوطنية ٤٥..٥٢، والمسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية، والديمقراطية والناصرية.. وهو فضلا عن جزالة ألفاظه وعمق معانيه ودقة تعبيراته، كتب ما أشرت إليه من منطلقات يسارية وعقلانية يعصمها من التورط في الديماجوجية روح الباحث العلمي والقاضي المنصف..
وبالفعل كنت أحرص على وجود كتبه لدي في كل وقت وأنصح بقرائتها لكل من يريد المعرفة..
ولكن منذ عقدين من الزمان شهدت كتاباته وأفكاره تراجعا غير مبرر وغير مفهوم، فهو يصدر حكما بأحقية الأزهر في الرقابة على المصنفات الفنية وهو يعلم جيدا أن “أزهر” الشيخ جاد الحق وطنطاوي.. ليس أزهر مصطفى عبد الرازق أو شلتوت.. وهو يرى أن ماقام به محمد علي باشا والخديو اسماعيل من هندسة قانونية للدولة المصرية قد خلعها من روحها الشرعية والطبيعة، وساهم في تغريبها عن وجدانها وطبيعتها، وأخيرا ورغم استجابة الناس في ٢٥ يناير لدعوته لعصيان مبارك، فقد كان رئيس اللجنة التي شكلها المجلس العسكري لاحتواء ثورة يناير وتعديل الدستور بدلا من صياغة دستور جديد للثورة، وهي تعديلات عبث بها المجلس نفسه، والذي نجح الإسلاميين في الحشد له في “غزوة الصناديق”
.. وعموما فإن تحولات البشرى لم تكن بمثل انتهازية وابتذال تحولات عادل حسين، وثقتي أنها لم تكن نتيجة حسابات خاصة بالمكسب والخسارة وإنما قناعات أملاها عليه ضميرة الوطنى.. ولله في خلقه شؤون.. رحمه الله واسكنه فسيح جناته وغفر له

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى