كتّابمفكرون

سيبقي الإرهاب ما بقي يعقوب والحويني وأعوانهم, وما بقيت حجته…


سيبقي الإرهاب ما بقي يعقوب والحويني وأعوانهم, وما بقيت حجته الكبري وهي آيات وأحاديث الجهاد.
والثابت أنها قد جاءت في ظرف تاريخي اسلامي معين, وهو الحرب ضد من رفض الدعوة من أهل قريش وضايقوا الرسول ما أجبره علي الهجرة الي يثرب هو وتابعيه رغم كرهه لذلك.
وفي يثرب عمل الرسول علي توسيع دعوته ونشرها والدخول في تحالفات ومعاهدات مع عدد من القبائل والطوائف وقام ببعض الغزوات حتي قويت شوكة الإسلام, وكان نتيجة ذلك هو نجاح المسلمين في دخول مكة واخضاع باقي القرشيين فأسلموا وأسلمت مكة.

وبعد وفاة الرسول حدثت الكارثة الكبري المسماة بحروب الردة, حين رفضت بعض القبائل أن تكون الزعامة لغير الرسول, وما يستتبعها من صرف أموال الزكاة بمعرفتهم, وكان الرسول في حياته قد وكّل العديد من زعماء هذه القبائل في التصرف في أموال الزكاة, وهو ما رفضه الخليفة واعتبره علي غير الحقيقة ردة عن الاسلام وهو ليس بصحيح, فهم لم يكفروا بالاسلام, فقط امتنعوا عن تسليم الزكاة لتنتفع بها قبائلهم.
وهنا تجددت الحاجة الي آيات وأحاديث القتال لتوضع في غير موضعها مبررا للحروب علي هذه القبائل.

ومن بعدها كانت مطامع الخلفاء في توسيع دولتهم والاستيلاء علي أراض جديدة بحجة نشر الاسلام سببا لإستدعاء هذه الآيات وتلك الأحاديث, في غير محلها مرة أخري, لتوفر لهم بالكذب غطاءا شرعيا, رغم أن نشر الدين كعقيدة مكانها العقل لا تحتاج الي كل هذا العنف وكل هذه الدماء.

عقلاء الدين يعلمون ذلك جيدا, ومؤخرا أشار شيخ الأزهر الي أنّ المقصودين بحديث “أمرت أن أقاتل الناس …. ) هم كفار مكة وليس الناس جميعا, وهو ما يبرره كل الآيات والأحاديث التي تتحدث عن حرية العقيدة مثل “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”, “لكم دينكم وليّ دين”… الخ.
اذن فالأمر بالقتال كان لأهل قريش وقد انتهي, فما الداعي لأن نظل نردد آيات الجهاد وأحاديثه بعدما انتفي الغرض منها, وبعد أن استغلت أسوأ استغلال خلال التاريخ الاسلامي وما زالت حتي وقتنا هذا؟

ليس مهما أن تبقي في الكتب أو تزال, بل يكفي أن نستبعدها من وجدان ابنائنا وذاكرتهم ومناهجهم الدراسية, وأن نمنع بالقانون شيوخ الغبرة تجّار الدين من التلاعب بعقول البسطاء والمهووسين بالحديث عنها والمتاجرة بها.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى