قضايا المرأة

في ضوء برنامج سوبر وومن الأول من نوعه “نجاة” لتدريب النساء المعيلات وتأهيلهن لسو…


في ضوء برنامج سوبر وومن الأول من نوعه “نجاة” لتدريب النساء المعيلات وتأهيلهن لسوق العمل، نستعرض الفيلم المصري”أريد حلاً”، الذي عُرض سنة ١٩٧٥، وتسبب في حالة جدل لا نزال نجد لها صدً بعد أكثر من ٤٥ عامًا. الفيلم استعرض عدد من القضايا من بينها: الطلاق، والنفقة والحضانة، الحيلة وطول وتعقيد إجراءات التقاضي، والثغرات القانونية، التي تدفع النساء ثمنها باهظًا.
الفيلم بطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة، ومن إنتاج أفلام صلاح ذو الفقار وإخراج سعيد مرزوق. يحتل الفيلم المرتبة الحادية والعشرين في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
تدور أحداث فيلم “أريد حلاً” حول درية -تلعب دورها فاتن حمامة- المتزوجة من الدبلوماسي مدحت -يقوم بدوره رشدي أباظة- الذي يعمل في أوروبا ويبحث عن عروس مصرية بمقتضى وظيفته التي تمنعه من الزواج بأجنبية، ويخونها باستمرار منذ بداية زواجهما ولديه علاقات متعددة.
الفيلم أشار للقولبة التي تتعرض لها النساء في بدء الزواج، من عدم تشجيعها على إكمال تعليمها أو العمل، وجعل الأمر منوطًا برغبة الزوج المستقبلي، وعدم أخذ رأيها في الزواج وإجراءاته، وهو ما أظهره صناع الفيلم في مشهد تقدم مدحت لخطبة درية، الطالبة في المدرسة؛ درية التي لم تستكمل تعليمها، ولم يكن لديها مصدر دخل، وجدت نفسها في نهاية المطاف بلا مأوى.
درية الحامل في طفلها الأول والتي اكتشفت تعدد علاقات زوجها في بداية زواجها، وجدت أبواب الأسرة موصدة في وجهها، وقيل لها أن منزل زوجها هو المنزل الوحيد المرحب بها فيه، وقامت أسرتها بحجز تذكرة طيران لإعادتها لمنزل الزوجية.
الفيلم يظهر درية في ردهات المحكمة وهي عرضة للمضايقات، ساعات الانتظار الطويلة، ودفع الرشى، والتأجيل المتكرر لنظر قضيتها، واكتظاظ المحكمة بالنساء اللواتي يطلبن العدالة في زيجات أرهقتهن واستنزفت قواهن.
الفيلم أشار لبعض الحيل التي يلجأ لها الرجال حين تحاول النساء الطلاق. قضايا الطاعة، والتهديد بالنشوز، وقضايا الزنا، والتلاعب في اثبات الدخل، والتهرب من النفقة، وطول إجراءات التقاضي التي قد تأخذ سنوات، كلها كانت مخاوف لدى درية، وهي مخاوف تشاركها فيها العديد من النساء اللواتي خُضن معركة غير متكافئة للحصول على الطلاق. الطلاق الذي جعل حصرًا للرجال، على الرغم أن من شروط الزواج: رضا وقبول الطرفين.
صناع الفيلم كانوا سباقين في الإشارة إلى اللواتي يقضين عقودًا طويلة في زيجات ليجن أنفسهن بلا سكن، أو مال، إذا ما حدث الطلاق.
درية الحائرة بين أروقة المحاكم ومكاتب المحامين، قيل لها أن أسباب الطلاق تنحصر في أن يكون الزوج مجنونًا، أو معتوهًا، أو عاجزًا جنـــ-سياً، أو هجر فراش الزوجية. درية الأم رفضت أن تخوض في تفاصيل الإساءات النفسية والجسدية والبدنية التي تعرض لها في زيجتها. لأنها لا تريد أن تجرح سيرة والد أبنها، خاصة وأن ابنها كان لديه رغبة في أن تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين.
درية لم تستلم، وقامت بطرق كل الأبواب لاسترداد كرامتها وإيصال صوتها، فدرست القانون والشريعة، وساهمت في حملة صحفية، وقابلت وزير العدل لاطلاعه على ما تواجهه النساء من متاعب في قضايا الطلاق والطاعة والنشوز.
كما كانت صرخة درية بصيص نور لآلاف النساء في مصر، ودافعًا لتغيير القوانين وحل لبعض المشكلات التي تواجهها النساء في أروقة المحاكم، لكِ عزيزتي بصيص نور ولأحبابك مع نجاة.

كتبت: إسراء السقا

#سوبروومن
#نجاة
#أريد_حلاً
#فاتن_حمامة
#قسمـالسينما


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى