مفكرون

أحمد علام الخولي | فى حلقة اليوم من خواطر الشعراوى على قناة ماسبيرو زمان قال الرجل نصا ( إن حضارة


فى حلقة اليوم من خواطر الشعراوى على قناة ماسبيرو زمان قال الرجل نصا ( إن حضارة الغرب حضارة مادية زائلة فالله حين قسم أعطاهم الدنيا لأن ليس لهم نصيب فى الأخرة فالأرض جنة الكافر لكن المؤمن جنته سيحصل عليها يوم القيامة )

حسنا – فلنتخيل لو اننا الأن أغلقنا موبيلاتنا وفصلنا النت عن منازلنا ورمينا مفاتيح سياراتنا وأوقفنا أجهزة الحاسوب التى بها ندير الوزارات والمصالح الحكومية وقطاعات الأعمال العامة والخاصة وأطفأنا التكييفات وأوقفنا الطيران وإستيراد الأدوية – كل ذلك لمدة أسبوع واحد فقط بدون تكنولوجيا – سندرك تماما حجم الكارثة التى تواجهنا ولأدركنا تماما أننا مجتمعات ميتة مستهلكة وحضارة الغرب المادية كما يسموها شئنا أم أبينا تحيينا وتعالجنا وتعلمنا – والسماء لا تمنح الكسالى المتواكلين المتدينين شكليا هباتها ولا عونها – ولو تخيلنا أن مجدى يعقوب وزويل ومصطفى السيد وهانى عازر كانوا لازالوا هنا ولم يذهبوا للغرب حيث بلاد العلم والبحث والتقنية والمعامل والتصميم والتنفيذ – أعتقد كنا لم ولن نسمع عنهم فنحن أبناء ثقافتنا وثقافتنا تشكلها المؤسسات الدينية او الإعلام ومنذ نصف قرن سيطرت المؤسسات الدينية على الإعلام فهيمنت على تشكيل وعينا وثقافتنا من خلال تراث فقد صلاحيته كمنهج يدرس حتى وليس كمنهج يعاش – والنتيجة هى أننا فى درك الحضارة الأسفل

ولو دققنا لحظة فى تلك الجملة التى كانت ولازالت جملة تردد على الأذهان فى مجتمعنا البائس من مشايخ الأزهر ومن دعاة السلفيين سنجد أنها سبب تواكلنا وإتكالنا وقلة إنتاجنا وتؤكد فشلنا فى تقديم منجزا واحدا حضاريا أو علميا فلجأت تلك المؤسسات الدينية إلى تغييبنا بتلك الجملة لإبقائنا فى سبات دائم تحت خدر الوصاية الدينية – وفى نفس الوقت فإن هؤلاء الأوصياء لم يدعو لخلق مجتمع مواطنة سوى ولا مجتمع حديث بل خلقوا مجتمع تدور صراعاته حول الحلال والحرام والإيمان والكفر والفسق كما نجحوا بشدة فى جعل المجتمع يدافع عن جهله وعنصريته ورجعيته فيثيره فيديو راقص لفتاة ولا يثيره فيديوهات دعاة التحريض والعنف وإستعداء فئات المجتمع على بعضها

فلنحطم أصنامنا المقدسة متمثلة فى الكهنوت وأوصياءه وأمواتهم قبل الأحياء منهم ولنتفق أن الدين معتقد فردى للإنسان الحق فى تطبيق منظومته على نفسه ولكن التراث البشرى المحيط بمنظومة الأديان لا يصلح لأن يكون نظاما لحكم الدول التى تتجدد أمورها كل يوم بما لا يتوافق مع ذلك التراث الذى حكم مجتمعات من ألف وألفى عام حين كانت الأمراض ترجع أسبابها للجن والعفاريت

Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى