كتّابمفكرون

قد أتفهم أن يهاجم عبد الناصر طبقة الأثرياء التي أضيرت كثيرا…


قد أتفهم أن يهاجم عبد الناصر طبقة الأثرياء التي أضيرت كثيرا في عهده بتحديد الملكية الزراعية أو القوانين الإشتراكية التي صدرت في 1960، وهم قلة.
ولكن الأمر العجيب أن يهاجمه بعد نصف قرن أبناء وأحفاد من نصرهم عبد الناصر ووقف الي جانبهم ودعمهم وفتح لهم آفاق الحياة الجديدة، وعلمهم وأدخلهم الجامعات، والذين كانوا يشكلون مجتمع الـ 99.5 % من الفقراء والمطحونين في العهود الملكية ذوي الجلابيب الزرقاء، حين كان المشروع القومي هو مشروع مكافحة الحفاء.

عموما فقد تعودت أن يحدث ذلك سنويا في ذكراه وذكري الثورة من بعض المتفلسفين مدّعي المعرفة والتحليل والقراءة المجتزأة للتاريخ، بعد أن صاروا أسري وضحايا للدعاية المضادة من كارهي ناصر وعلي رأسهم الأخوان المجرمين.

أتذكر في هذا المجال كاتبا صحفيا كاذبا أفاكا أشر حاز شهرة كبيرة، بدأ حياته الصحفية في الأهرام، وبين عامي 1950 و1952 كان مسؤولاً عن تحرير الصفحة النسائية والكتابة عن الموضة الأوروبية، بأسماء نسائية.

وفي عام 1952 كان يكتب في روزاليوسف عن الملك فاروق وأخباره، بتوقيع نسائي سيلفانا ماريللي، وحين انتقل للعمل في أخبار اليوم، نشر خبراً في روزاليوسف، نعى فيه موت المحررة سيلفانا، خوفاً من أن ينتحل شخصيتها أحد.

بعد الثورة أطلق على نفسه لقب فيلسوف الفقراء تيمنا بزعيم الفقراء مع أنه كان يعيش فى شقة فاخرة على النيل، ولم يقرص الفقر معدته يوما، فوالده كان مهندسا زراعيا مرموقا، وكان يعيش فى بحبوحة يحسده عليها أبناء جيله والأجيال اللاحقة له.

ثم كان المدخل الي قلب السادات أن يعلن كراهيته للزعيم جمال عبدالناصر وهكذا اصطفاه وقربه إلى نفسه وقلبه وأنشأ “مجلة أكتوبر” من أجل سواد عيونه وثمنا للسهرات التى كان يسب فيها الناصرية، ويتندر فيها على عبدالناصر!

عمل علي تغييب شباب الأمّة بكتاباته عن الهابطين من السماء والأطباق الطائرة، والأشباح، والشعوذات وسلة تحضير الأرواح والجن والعفاريت وخرافات الأطباق الطائرة، والكائنات الغامضة التي هبطت من السماء لبناء الأهرامات.

وتزلفا للسادات كتب كتابين (عبد الناصر المفترى عليه والمفتري علينا) و(أوراق السادات).

ومن ثم أرسل له السادات طائرة خاصة تقله الي مصر من الأراضي الحجازية أثناء تأديته فريضة الحج، حتى يلحق بطائرة السادات المتجهة إلى تل أبيب.

كأن أهم أعمدة التطبيع مع العدو الصهيوني وأول من وقف في وجه رافضي التطبيع، مجاهرا بصداقته عددا من ساسة الكيان الصهيوني الغاصب معلنا أن ذلك إيماناً منه بضرورة السلام.

تدخل لدى الرئيس السادات، لإشراك إسرائيل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحمل الشاعر صلاح عبدالصبور وحده باعتباره رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وزر هذه الخطيئة التي دفعت عدداً من المثقفين للتظاهر أمام جناح المشاركة الإسرائيلية وواجهتهم سلطات الأمن بالقمع والاعتقال، وفي كل الحالات كانت أصابع الاتهام تشير إلى صلاح عبدالصبور البريء من هذا الإتهام.

أمران لا يمكنني إغفالهما في تاريخ هذا الأفاق :
أولهما أنه حين ترجم “كتاب الخالدون مئة وأعظمهم محمد” أغفل إسم مؤلفه مايكل هارت ووضع اسمه وحده مؤلفا لا مترجما.
ثانيهما أنه أساء لمدينته المنصورة وتحدث عن تداخل الأنساب فيها، إبان حملة لويس التاسع الصليبية، ولذا اكتسب أبناؤها وبناتها – حسب رأيه – البشرة الشقراء والعيون الملونة، لكن أساتذة التاريخ فندوا هذه الرؤية، وردوه إلى حقيقة ما جرى أثناء هذه الحملة الصليبية، التي انتهت بلويس التاسع أسيرا في المنصورة، ينتظر دفع الفدية لإطلاق سراحه.
كان هذا نموذجا لمهاجمي الزعيم .. هل عرفتموه؟
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى