كتّاب

#الهوية_اليمنية…


#الهوية_اليمنية
فتة الرهيك، أو المرهوك.

لا توجد صورة في كل الدنيا لهذه الفتة، ولا أعرف قرية تحت السماء تصنعها.
ولأن وادي الضباب، حيث ينام أبي وجدي وجدتي، يأخذ شكل مزرعة ذرة شامية مترامية الأطراف، فقد اخترع أهل الوادي فتة المرهوك (مشروحة في سياق درامي في رواية حرب الشيخ أحمد).

تجلس جدتي والسيدات المعاونات ويقمن بالتالي:
– يستلمن أكواز الذرة الشامية الطرية (لا بد أن تكون طرية، قطفت للتو).
– ينزعن بأصابع الإبهام، عادة، حبات الذرة عن الكوز.
– يقمن بسحق (رهك) الذرة على المرهك، وهو صفيحة حجرية ثقيلة بانخفاض رائع في المنتصف، إلى أن تصير الحبات عجينة خشنة.
– تحول العجينة الخشنة إلى فطائر دائرية متوسطة الحجم
– تلقى الفطائر في المافي (فرن شعبي جدرانه من الفخار)
– حين تلاحظ الجدة أن الفطيرة بدأت في النضج (من خلال تداخل اللونين الأحمر والأصفر) تستخرجها من الفرن وتكسرها بالأيدي إلى قطع صغيرة عشوائية
– في حلة نحاسية يغلى الحليب البلدي، ثم تلقى فيه قطع فطيرة الرهيك، ويقلب الخليط.
– بعد أن تستوي العملية تنقل الفتة إلى طبق ملائم، من الفخار أو الحجر، تصنع حفرة في المنتصف، يصب فيها السمن والعسل.

كان جدي، رحمه الله، يحدثنا عن الرجل الذي حفر بأصبعه حتى سال العسل والسمن إلى جهته، فقال متفاخرا:
عرف النعيم لأهله فتنعما
فقال له أحد ضيوف الشيخ:
كثر النحيت من تحته فتهدما.

ملحوظة:
مفيش أصعب ولا أسخف من أنك تشرح طريقة عمل فتة بالعربية الفصحى. الموضوع يمكن يقلب من فتة لفالوذج.
فالوذج؟

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى