كتّاب

أومأت هيلين من نافدة السيارة وقالت:…


أومأت هيلين من نافدة السيارة وقالت:
انظر، الكنيسة محاطة بسور وهذا كل شيء. يستطيع أي لص تسلق السور والقفز إلى الكنيسة.

كانت أمها منهمكة في قراءة أوراق تخص منزلنا، وكنت شارداً في بعض الآلام.
قلت: ثم؟
أجابت هيلين، متحمسة:
سيقوم له الرب ويدفعه بخشبة إلى الخارج، أو ربما بعصاه السحرية.
أجبتها:
وماذا لو لم يكن للرب عصا أو خشبة؟
قالت:
الرب قوي، سيغلبه بيده ويلقي به إلى الخارج .

ثم راحت تهتف على طريقة المشجعات وتحرك يديها:
Gott, du schaffst das
Gott, du schaffst das
“هيا يا رب، ستفعلها،
هيا يا رب، ستفعلها”

كنا متجهين إلى جنوب المدينة حيث مدرسة الفروسية. قلت لهيلين:
ولكن ليس بمقدور أحد رؤية الرب.
قالت:
ولكنه في الكنيسة.
قالت أمها وقد شدها الحديث:
الرب أكبر من هذه الأشياء كلها، فهو من صنعها. حتى الشمس بناها أيضاً.
قالت الطفلة مندهشة:
أوه، الشمس؟ الشمس حارة جداً، كيف استطاع أن يبنيها؟
أجبتها:
بالكلمات، حبيبتي. الرب يبني بالكلمات. ثم يحدث كل شيء.

بعد ثوان من الصمت قالت، وقد أدركها الخذلان:
لم أكن أعرف أننا لا نستطيع رؤية الرب.

ثم سألتنا:
وماذا عن ذلك الذي في الكنيسة؟
أجابت الأم:
في الكنيسة عمال يخدمون الرب، وهم كذلك في المساجد. التمثال الذي ترينه في الكنيسة ليس الرب. إنه رمز لواحد من أنبيائه. يسوع ليس الرب، يسوع واحد من رسل الرب مثل محمد وموسى.

تساءلت هيلين:
رسول للرب؟
أجبتها:
لما لاحظ الرب من مكانه غير المرئي أن الناس عجزت عن التفريق بين الخير والشر اختار رجالاً وعلمهم ووضع في حقيبة كل منهم كتاباً وقال له: اذهب إلى تلك البلدة وعلم الناس. يسوع ذهب إلى مكان ومحمد إلى آخر.

قالت الطفلة:
وكانوا يقرأون للناس بالألمانية؟
قالت الأم:
لا يا حبيبتي، لكل بلد لغة.

قالت الطفلة:
ولكن ما هي اللغة التي يتحدث بها الرب؟
أجبتها:
تزعم كل بلدة أن الرب يتحدث لغتها، ولا يعلم أحد ما هي لغته. لكنه أيضاً صنع اللغات جميعها.

هيلين:
أوه، جميع اللغات؟
الأم: جميعها.
قالت هيلين:
ممم أظنه يتحدث الألمانية أغلب الأوقات. سأسأله بالألمانية وسأرى بماذا سيجيب.
قلت لها:
ولكن كيف سترينه؟ إنه لا تمكن رؤيته ولا يسكن في مكان ولا يشبه شيئاً. هو صانع الأشياء كلها ولا يسعه محل، وهو جميل وطيب في كل حالاته.

هيلين:
وكيف يمكنني الحديث إليه؟
قلت لها:
اذهبي وصلي للرب، وهو سيسمعك.
هيلين:
ولكني لا أعرف كيف أصلي له.
أجابها الوالد:
الآن صرت طفلة كبيرة يا هيلين، أنت في الخامسة من عمرك. اذهبي وحدثيه.
الطفلة:
وأنت ستصحح لي الأشياء الخاطئة
الوالد:
أنا فقط سأقول لك الأشياء التي أعرفها.
هيلين:
وهل للرب كتب كثيرة؟
الوالد:
للرب كتب كثيرة وهي تختلف وتتشابه.
هيلين:
هل أقرأها كلها أم كتاباً واحداً منها؟
أجابتها الأم:
اقرئيها كلها. هي كتب تقول الشيء ذاته بطرق مختلفة. الرسل أيضاً يقولون الشيء ذاته بطرق مختلفة.
قالت هيلين:
وأين يمكنني رؤية الرسل؟
أجابتها الأم:
ماتوا، ماتوا جميعهم يا حبيبتي.

قالت الطفلة بعد لحظات من الشرود والخيبة:
مات الرسل، والرب لا يمكن رؤيته، كم هو محزن!

—-
دار بيننا هذا الحوار بالأمس، تماماً كما أوردته.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫41 تعليقات

  1. أما ابني عمر وهو في سن السادسة، فاجأني بطلبه أن ابحث في جوجل عن الله لأنه يريد أن يراه.
    أطفال اليوم مختلفون كثيراً عمّا كنّا عليه من الخجل في التفكير.

  2. خمس سنوات لاتدوشوها بالحديث عن هكدا أمور، ذهبت إلى المدرسة وحذرت المدرسة ان تكلم ميلا عن مالم يورد في المنهج حتى الأذكار التي بدأوا يعلمونها الأطفال كموضة في المدارس، واسباب الاذكار وماذا تنفع ولماذا يقولونها ويدخلونهم عالم الشياطين وعذاب القبر ، والله رعب مازلت اتذكره من قبل المدرسة

  3. يا عزيز مروان واضح ان هناك دروس كثيرة في المنهج الألماني عن يسوع وانتم تروا النتائج فقط …
    إلا ترى معي أن لديها معلومات كثيرة عن يسوع الرب الموجود في الكنيسة …
    أنتما بين خيارين أن تبقيا على الحياد بينما الشارع والمدرسة ليسا محايدين أو أن تبدأ بتوضيح بعض المفاهيم المهمة لها حتى لا تصبحا غرباء

  4. انتظرت ان تسالك كيف يمكن لرب غاىب ان ينتقي اشخاص معدودين ولماذا انتقى هؤلاء دون غيرهم لينبه الناس وهم قلة
    ثم يتوقف عن ذلك عندما تزدحم الارض والاشكاليات

  5. انها جريمه بكل المقائيس على هذه الطفله أبوين مسلمين يسلمون فلاذات أكبادهم للمسيحية من اجل ماذا نعم من اجل مصلحتهم الدنيوية حسبي الله وتعم الوكيل

  6. فررررررغي.. ما عندك معتقد صح عقلك مثل ساعة الدراجة المتسخ بالشحم والتراب.. ربما الفطرة في بنتك خير من تحاليلك العقلية المتسخة بالرمال والشحم…

  7. لن تجد افضل من الاسلام على اي حال فألاسلام من شروطه ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وهنا تجد الفارق الكبير بين ما يدعو اليه الاسلام وما يدعو اليه الاخرين .

  8. حوار شيق يادوك… الملاحظ ان هيلين ذكية وتجيد طرح الاسئلة لكن ما استشفيته من حواركما محاولة لتمرير وصايتكم المورثية التي نشأتم عليها إلى ابنتكما.. ربما تأثرت هلين بفكرة خاطئة عن المسيحية والمسيح والإله، لكنكما في المقابل تفرضان على عقلها الصغير وصايتكم الإسلامية… فهي تعتقد ان الله تجسد في الكنيسة يتفاعل حركيا مع المعتدين يضرب اللصوص بالعصاء ويبعدهما عن الكنيسة، فاصبح الان بفضل تدخلكما ان الله يتفاعل حسيا مع المحيط بالكلمات ويبعث الرسل بالكتب.
    لا أعتقد بوجود فرق كبير بين الصورتين فيما خلا الانتقال من استيعاب التصورات الملموسة لبحث التصورات المحسوسة.
    اعتقد انكم لم تصححان لها فكرة الله وهذه الفكرة يتأسس عليها تصورها عن الوجود… وبرغم صغر سنها ألا ان بوادر الفطنة بادية عليها..اعجبتني فكرتك حين شجعتها على التفكير ماذا لو لم يجد الله عصاء ،كيف سيصارع اللص ، كنت تمنيت لو تساءلت لمن سيترك الله بقية المرضى الذين يبحثون عن معجزة للبقاء بينما يصارع اللص؟.
    أعتقد طرح المزيد من الاسئلة عليها بدلا من رفدها بالإجابات.. سيوسع مداركها ويكفل لها تصحح رؤيتها عن الله وعن الوجود ….الخ.

  9. هذا الحوار – الممتع – يكفي لمعرفة حقيقة الاديان وأنها رسالة واحدة من الله وبلغات مختلفة الى الناس.
    الحوار يعيد ترتيب الفكرة عن الله وعن الرسل والانبياء وانه لا رسالة واحدة أو رسول واحد والباقي خارج الملعب، أو أنها قد انتهت صلاحيتها، كلها قائمة وفي وقت واحد سائرة وتبشر باسم الله.

  10. وبعد مرور خمس سنوات من عمر هيلين
    تبين لنا
    ان هيلين لاتعرف رب سوى رب اسمه اليسوع
    الرب المجسد بالتمثال المنحوت داخل الكنيسة

    وهنا يجب ان نقف احتراماً لابويك
    الذين جسدا معنى الحياد في تربية الابناء
    ومنحهم الحرية في إختيار دينهم

    لك الله ياهيلين
    فوالديك لا وقت لهما كي يحدثانكي فيه عن الرب
    ولهذا تركا الحديث معك عن الرب للكنيسة

    فلابئس ياصغيرتي
    إن بدى لك الرب كحجر يعبد
    مادام ابويك لايريان عيب في ذلك

    لابئس فعلاً صغيرتي
    لأن الرب هو من سيريك نفسه

    وسيأتي الوقت الذي تعرفينه فيه لوحدك

  11. يعني الرب عاده يحتاج له عمال يخدموه؟ طيب هل من حق هذه الطفلة أو مثيلاتها أن تعرف مثلا أن هذا الرب الطيب أباد قرية كاملة بأطفالها و نسائها و رجالها لأن واحد منهم أو بضعة نفر قتلوا ناقته؟ أو انه ألهم الخضر بقتل طفل آخر بدون ذنب؟ أو انه امر نبيا آخر بذبح طفله؟ ….الخ من هذه القصص الإجرامية!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى