قضايا المرأة

. الجزء (٢): كنت أَعِدُ نفسي أن أقف معها وأن أواسيها وأن أكون لطيفة معها، عشت ب…


الحركة النسوية في الأردن

.
الجزء (٢):

كنت أَعِدُ نفسي أن أقف معها وأن أواسيها وأن أكون لطيفة معها، عشت بلا سند لوقت طويل حتى اعتدت على ذلك، لكن من داخلي صوت البكاء ما زال يذكّرني كم مرّة احتجت إلى سند

كانت كل محاولات الانتحار فاشلة، رغم محاولاتي لأشرب الأدوية، لكن لم أستطع… كنت دائماً أحلم بكتابة مقالة من هذا النوع، فلم أستطع الانتحار وإلا لماذا لم أنتحر؟ وصدقوني، فإن كل أدوية الاكتئاب غير كافية لمحو السنين التي بقيت فيها أدافع عن نفسي، عن كياني، عن حدودي، وكأن لا حدود ولا كيان ولا مشاعر ولا مستقبل لي، لأنني تعرّضت للاعتداء، وهربت وبقيت أركض كالهاربين من زوبعة، وعندها يدق قلبي سريعاً وكأنه سيغمى علي، لم أضيع فقط سنوات عمري في عدم الرغبة في الوجود، بل أضعت سنوات عمري في الدفاع عن كياني من العودة إلى ذلك المكان الذي هُدِّدت بالقتل فيه، محاولات التصالح مع الذات ومحاولات تخفيف حدّة هذه التجربة على أعصابي

على الصعيد المجتمعي، غالباً من علموا بالقصة تقرّبوا مني من أجل ممارسة الجنس، وهذا أسوأ ما قدّمته لي الحياة بعد النجاة من جريمة “الشرف”؛ فتاة عاهرة مستباحة تستطيع النوم معها وحتى أن تهينها من دون الإحساس بالذنب، كانت مهمة حماية هذا الجسد من هذه الغايات صعبة، حتى أني أقفلت على كل رغباتي، وأقفلت على كل شي، ولم أعد أريد أحداً

أما على الصعيد العائلي، كان هناك رفض لي وإنكار واحتقار لوجودي

هل كان كل هذا ضرورياً؟ هل شرف العائلة شيء مهم بالفعل؟ وماذا يفعل شرفكم في جسدي؟
ثم لماذا لم تعلموني شيئاً عن الجنس، ولم تقولوا لي شيئاً عن التحرّش، ولم تدرّبوني كيف أدافع عن نفسي؟ بل بالعكس، الخنوع والانصياع والطاعة هي الصفات المقبولة والأساسية لكل فتاة، ولما لم تقولوا لي منذ البداية أن المجتمع لا يفرّق بين بائعات الجنس والضحية؟
هل كان كل هذا ضرورياً؟
أن أخسر كل شيء لأن شرفكم بين أفخاذي؟

لقد خططت لحياتي بشكل آخر، وكل هذا لا يهم أحياناً، أنا آكل القمح أحياناً وأشرب الماء، ومنذ عام أصبحت أرقد في الليل وشعري بدأ بالظهور مرة أخرى. بدأت بخسارة الوزن، وأصبحت أستطيع تأليف جملة كاملة مفيدة، بالرغم من معظم الأمراض النفسية التي تزورني وتذهب… أنا معظم الوقت بخير

يحق لكل امرأة أن تختار حياتها، أن ترفض زواجها القسري، ألا تتعرّض للقتل أو التهديد بالقتل على أساس الشرف، تجربتي هذه أقدّمها في المقالة لكل امرأة تعاني من تعرّضها للاعتداء: يجب أن تدركي أنك لست المسؤولة
حاولي أن تتحرّري من هذا، لأننا نعيش هذه الحياة مرة واحدة، فلنحاول أن نكسب أنفسنا حتى لو خسرنا هذا العالم

كتابة: #عزيزة_الخالد

.
الجزء (٢):

كنت أَعِدُ نفسي أن أقف معها وأن أواسيها وأن أكون لطيفة معها، عشت بلا سند لوقت طويل حتى اعتدت على ذلك، لكن من داخلي صوت البكاء ما زال يذكّرني كم مرّة احتجت إلى سند

كانت كل محاولات الانتحار فاشلة، رغم محاولاتي لأشرب الأدوية، لكن لم أستطع… كنت دائماً أحلم بكتابة مقالة من هذا النوع، فلم أستطع الانتحار وإلا لماذا لم أنتحر؟ وصدقوني، فإن كل أدوية الاكتئاب غير كافية لمحو السنين التي بقيت فيها أدافع عن نفسي، عن كياني، عن حدودي، وكأن لا حدود ولا كيان ولا مشاعر ولا مستقبل لي، لأنني تعرّضت للاعتداء، وهربت وبقيت أركض كالهاربين من زوبعة، وعندها يدق قلبي سريعاً وكأنه سيغمى علي، لم أضيع فقط سنوات عمري في عدم الرغبة في الوجود، بل أضعت سنوات عمري في الدفاع عن كياني من العودة إلى ذلك المكان الذي هُدِّدت بالقتل فيه، محاولات التصالح مع الذات ومحاولات تخفيف حدّة هذه التجربة على أعصابي

على الصعيد المجتمعي، غالباً من علموا بالقصة تقرّبوا مني من أجل ممارسة الجنس، وهذا أسوأ ما قدّمته لي الحياة بعد النجاة من جريمة “الشرف”؛ فتاة عاهرة مستباحة تستطيع النوم معها وحتى أن تهينها من دون الإحساس بالذنب، كانت مهمة حماية هذا الجسد من هذه الغايات صعبة، حتى أني أقفلت على كل رغباتي، وأقفلت على كل شي، ولم أعد أريد أحداً

أما على الصعيد العائلي، كان هناك رفض لي وإنكار واحتقار لوجودي

هل كان كل هذا ضرورياً؟ هل شرف العائلة شيء مهم بالفعل؟ وماذا يفعل شرفكم في جسدي؟
ثم لماذا لم تعلموني شيئاً عن الجنس، ولم تقولوا لي شيئاً عن التحرّش، ولم تدرّبوني كيف أدافع عن نفسي؟ بل بالعكس، الخنوع والانصياع والطاعة هي الصفات المقبولة والأساسية لكل فتاة، ولما لم تقولوا لي منذ البداية أن المجتمع لا يفرّق بين بائعات الجنس والضحية؟
هل كان كل هذا ضرورياً؟
أن أخسر كل شيء لأن شرفكم بين أفخاذي؟

لقد خططت لحياتي بشكل آخر، وكل هذا لا يهم أحياناً، أنا آكل القمح أحياناً وأشرب الماء، ومنذ عام أصبحت أرقد في الليل وشعري بدأ بالظهور مرة أخرى. بدأت بخسارة الوزن، وأصبحت أستطيع تأليف جملة كاملة مفيدة، بالرغم من معظم الأمراض النفسية التي تزورني وتذهب… أنا معظم الوقت بخير

يحق لكل امرأة أن تختار حياتها، أن ترفض زواجها القسري، ألا تتعرّض للقتل أو التهديد بالقتل على أساس الشرف، تجربتي هذه أقدّمها في المقالة لكل امرأة تعاني من تعرّضها للاعتداء: يجب أن تدركي أنك لست المسؤولة
حاولي أن تتحرّري من هذا، لأننا نعيش هذه الحياة مرة واحدة، فلنحاول أن نكسب أنفسنا حتى لو خسرنا هذا العالم

كتابة: #عزيزة_الخالد

A photo posted by الحركة النسوية في الأردن (@feminist.movement.jo) on

الحركة النسوية في الأردن

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى