كتّاب

منطق التشجيع الكروي عند بعض أخوتنا المُسلمين، هو منطق ساذج…


منطق التشجيع الكروي عند بعض أخوتنا المُسلمين، هو منطق ساذج وسطحي وغير سليم بالمرة، فالأغلبية منهم يُشجعون الفرق العربية التي تُلاعب فرق أخرى لا تؤمن بما يؤمنون هـم به، فيكون تشجيعهم غير قائم على أساس حُب الفريق وقوته ومهارته وإنجازاته وبطولاته ؛ بل على أساس ديني بحت، حتى وإن كانت الفرقة ضعيفة ولا تستحق تشجيعهم هذا، ولكن يُشجعونهم فقط لأنهم مُسلمين مثلهم دون النظر إلي إعتبارات أخرى، لم يكتفوا بهذا الجهل العلني المُضحِك، إنما يعتقدون ويحسبون إنتصار فريق مُسلم على فريق آخر غير مُسلم (كفار) يرونه بجهل مُبين إنتصارًا وعزةً للإسلام والمُسلمين، ومن هذا المنطق نسأل سؤالًا هامًا يُبين هشاشة وساذجة هذا الفكر العنصري، أنتم ترون أن إنتصار فريق يلعب بكورة تُشاط بالقدم إن إنتصر فهذا يُعد إنتصارًا لدينكم، إذًا ماذا لو تمت هزيمتكم كما تكرر ذلك كثيرًا؟ هل كُنتم وقتها تعتبرونها هزيمة لدينكم ولجميع المُسلمين؟! بالتأكيد لا، فلا يوجد عاقل يقول بهذا السفـه، فكُل ما يُقال ليس في صالح الدين أبدًا ؛ بل على العكس يشوه الدين ويُقلِه ويُهينه ويُحقره في نظر الناس، فالكورة لا تُعز أحد، ولا تنصر دين أحد، وليست لها علاقة بالدين بأي شكل، فالكورة لا دين لها، وفكرة حشر الدين وإدخاله في أبسط بديهيات الحياة والترفيه فكرة حمقاء جدًا، وهذا أمر دخيل علينا جميعًا، ولم نراه إلا من الشعوب العربية والإسلامية التي تهوس بالدين شكليًا ومظهريًا فقط، ولأنها أمة فقيرة لا يوجد أمامها شيء أو إنجاز واحد قدمته أفاد البشرية تفتخر به، لا يجدوا أمامهم سوى الدين الذين ورثوه من آبائهم، فعزة ونصرة أي أمة أو شعب لا تكون بالدين والدعاء أو بتديين الكورة كما نرى، ولكن بالعلم والثقافة والبحث وإتباع أشياء عقلانية تنفع الناس غير هذا الجهل والتخلف، من يلعب ينتصر لفريق وليس لدين، أرجوكم إرتقوا ولا تُهينوا دينكم وتُدخلوه في أمور ليست هامة كالترفيه فـهو أرفع وأعلى منها بكثير جدًا، ولا تجعلوا من شعبنا العربي أمام العالم شعبًا جاهلًا ومُتخلفًا يُفكِر ولا كأننا نعيش في الجاهلية كما يُفكر بعض المُسلمين اليوم، الدين بريء من كل ما فعل تجاره به وأوهموا الناس بأشياء أبعد ما تكون عن الحقيقية، علموهم أن الإنتصار يكون بالدعاء وأن الإنتصار يعزهم وينصر الدين، وكأن الدين مُستضعف يحتاج لمن ينصره ويأخذ بيديه، هذه الطريقة لا يُفكِر بها أحد سوى الشعوب العربية دون غيرها في العالم كله، وهذا الفكر عنصري وساذج ومُتخلف نابع عن جهل وغل وحقد وشعور يلازمهم بالنقص أمام إنجازات الآخرين الحقيقية وليست الوهمية كما يفعل العرب.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

‫2 تعليقات

  1. كرة القدم التي تُجمع جميع الشعوب بُمختلف جنسياتهم وثقافتهم وتاريخهم وأديانهم على أرضٍ واحدة وفي ملعب واحد وإستاد واحد، أصبحت الآن بكل اسف لها دين، ومن يُشجعها يُشجعها على أساس إنتماء الفريق الديني، هذا هو فكر العوام من العرب والمُسلمين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى