توعية وتثقيف

صديقى له خبرة متميزة فى الإدارة الأكاديمية (أي إدارة التعليم…


صديقى له خبرة متميزة فى الإدارة الأكاديمية (أي إدارة التعليم الجامعى) تساندها إنجازات مرموقة تحققت على يديه فى دولة من أكثر دول العالم رقياً وتقدماً. أراد صديقى أن يعطى بلده من ثمار موهبته وخبرته، فسافر إلى هناك وتقابل مع عمداء عدد من الكليات لمناقشة الآليات التى يمكن تفعيلها لتحقيق هذا الهدف.

ربما كان صديقى يفكر فى العناصر الأساسية للإدارة الأكاديمية:
* نسبة عدد الطلاب لأعضاء هيئة التدريس
* نسبة البحث العلمى إلى العمل التدريسى
* التوازن بين المناهج النظرية والتدريب العملى
* معايير قبول الطلاب
* معايير تعيين وترقية الأساتذه
* بلورة معايير نجاح المهمة التعليمية وطرق قياسها
* أساليب الترابط بين الجامعة والمجتمع المحيط
* معايير إستجابة التعليم لمتطلبات المجتمع
* إستقلالية الجامعة عن الدولة وأجهزتها
* تحرير الجامعة من هيمنة المؤسسة الدينية
* … إلخ

لكن العمداء لم يكن يهمهم أي من هذا. “هل تستطيع أن تجيب لنا فلوس من بلدك الغني؟” (هم فى الحقيقة لم يستعملوا هذا التعبير، بل تعبيرات راقية مثل “دعم مادى”.) “إذا لم يكن هذا فى مقدورك، فشكراً على مشاعرك الطيبه، وأما عن حالة التعليم عندنا فليس بالإمكان أحسن مما كان، ولسنا فى حاجة إلى مواعظ، وجزاؤنا ليس عند العباد بل فى الآخرة بإذن الله.”

شرب صديقى قهوته ثم لحق طائرته وهو يتمتم مقولة سعد زغلول الخالده “ما فيش فايده.”

[ملحوظة ١: هيكل هذه القصة حقيقى، أما التفاصيل فهي من خيالى. ورب خيال أقرب إلى الواقع من محاضر الجلسات.]
[ملحوظة ٢. لم يحدث هذا مؤخراً، بل منذ سنوات.]
[ملحوظه ٣. ليس القصد هنا هو الإساءة إلى أي أشخاص بعينهم. فهم يعملون فى منظومة ليست من صنعهم.]
[ملحوظه ٤. لا علاقة لى شخصياً بهذه الواقعه.]

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫11 تعليقات

  1. حدث هذا بالفعل مع كثيرين، وكان منهم أحمد زويل… كانوا منتظرين من جامعته أن تكون مجرد متلقي لأموال من الخارج لينفقوها هم…. بمعرفتهم… “السبوبة” الشخصية هنا أصبحت لا يعلوا عليها أي هدف آخر.. فهي الهدف الأعلى والأسمى!

  2. كان لى صديق وحصل له مشكلة مع شركة كبيرة ومعروفة ، وقعد يشتم العاملين فيها . وبعدين شتم الشعب المصرى كله وقال مافيش فايدة ، زى صاحبك .
    قلتله العيب على الادارة مش على الناس ، العيب على السيستم اللى شغالين فى اطاره !.
    واستطردت قائلا ، اى شعب يميل للكسل ، لكن طالما فيه سيستم كويس حايتظبط.
    واحنا فى مصر السيستم واقع زى مابيقولوا لنا بعض الاحيان اما نروح البنك او شركة .
    واذا كان العيب فى المصريين ، ماكان د مجدى يعقوب اصبح عالميا ، ولا د زويل ، ولا محمد صلاح فى الكورة ، وغيرهم كثيرين .
    لأنهم اشتغلوا فى ظل سيستم ، ساعدهم على التفوق .
    وما كان المصريين نجحوا فى ادارة قناة السويس بعد تأميمها ، ما كانوا نجحوا فى بناء السد العالى ، ماكانوا نجحوا فى عبور قناة السويس فى حرب اكتوبر ، وغير ذلك من اعمال كبيرة ، لولا ان الادارة كانت ناجحة وفعالة فيها ما كانت نجحت !.
    لذلك التعليم تدهور والجامعات الحكومية انهارت ، بسبب عدم وجود توازن بين اعداد الطلبة والمدرسين ، ولا توازن بين الجامعات الحكومية والخاصة ، وهكذا التوازن مفقود لاختفاء الادارة السليمة الواعية ، لان السيستم واقع !!

  3. لاشك انه حدث خلل جسيم في المنظومة التعليمية ..انظر حضرتك لكم المعاهد الخاصة والجامعات الخاصة والتي اسميها بوتيكات التعليم كل همها استحلاب المتسربين والذين لم يضمهم مكتب التنسيق ..لو تناظر اي من خريجيها فهو ضحل الفكر والتعليم ومعظمهم بيدور علي الملازم و اوراق الكورسات الملخصة وهي براشيم ومنبهات وقتية ينتهي مفعولها بورقة الامتحان …لم يتعودوا علي البحث والتنقيب فماذا ننتظر من ذلك

  4. منذ نحو ١٥ سنة دعيت للقاء في هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات مع رئيس جامعة كاليفورنيا ديفيز جاء يبحث تعاون تطبيقي مع مصر لتنمية موارد الجامعة.. مشكلته ان ميزانية الجامعة كانت ٢،٤ مليار دولار.. تدفع الدولة منها ١،٨ مليار ويتعين علي الجامعة ان تعمل علي توفير الباقي.. طبعا لم أسأل ان كان قد قيل له عن اي ميزانيات في مصر او حتي ميزانية التعليم كله عاليه وواطيه.. لكن جه في بالي سؤال الجامعة دي فيها كام واحد.. فأجاب ببساطة الناس الطيبين طلبة وستاف واداريين قولت له نعم من فضلك.. قال ٣٥ الف!! قولت له طب دي سنة اولي في تجارة عين شمس فين بقي الباقي!! طبعا مفهمش النكته.. واخد غداه وشرب قهوته واتكل علي الله..🤔

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى