حسين الوادعي | العنصرية موضوع لا زال في دائرة "اللامفكر فيه" في

العنصرية موضوع لا زال في دائرة "اللامفكر فيه" في العقل المـ///ــلم.
لو قال أمريكي أبيض أن البيض فقط هم من يحق لهم تولي الوظائف العليا والسيادية في الدولة لقلنا انه عنصري.. لكن أغلبية المـ///ــلمين يؤمنون أن المـ///ــلم فقط هو من يحق له ذلك في الدول الاـ///ــلامية، ومع ذلك لا يعتبرون هذا عنصرية.
الجدال الدائر حاليا حول زواج المـ///ــلمة من غير المـ///ــلم نموذج واضح.
لو قال البيض مثلا أنه لا يجوز زواج بيضاء من أسود، أو زواج بيضاء مسيحية من مـ///ــلم، أو يمنع زواج سوداء مسيحية من مـ///ــلم لأنه لا تكافؤ بينهما لقلنا ان هذا قمة العنصرية الدينية.
لكن أن يؤمن اغلبية المـ///ــلمين ان زواج المـ///ــلمة من غير مـ///ــلم خطيئة، فهذا شيء طبيعي من وجهة نظرهم..
كانت العنصرية سلوكا طبيعيا وفكرا مقدسا في الغرب ثم حاربوه واسقطوه، ولم يصل العقل المـ///ــلم بعد الى هذه المرحلة.
ينتقد المـ///ــلم عنصريات الغرب التي اصبحت هامشية ومجرمة في القانون، لكنه يدافع عن عنصرياته المتحكمة في جوانب حياته والمحمية بالقانون والعنف.
لا زال الاغلبية في المجتمعات الاـ///ــلامية يستخدمون كلمات مثل "يهودي ونصراني ومجوسي" باعتبارها شتائم.. ناهيك طبعا عن من يؤمن أن غير المـ///ــلمين انجاس وبلا اخلاق وفي مرتبة أدنى.
كل هذه العنصريات لا زال العقل المـ///ــلم عاجزا عن نقدها وتفكيكها.. لأنه لم يصل الى المرحلة العقلية التي يستطيع فيها نقد ذاته ورؤية حقيقته في المرآة.
لا ننسى أيضا ان العبودية لا زالت قضية مختلف عليها في العالم الإـ///ــلامي بين من يرى إنها حكم شرعي خالد، ومن يرى انها حكم شرعي تم تأجيل تنفيذه لكن ليس هناك مانع من العودة إليه لو اقتضت الإحوال، وبين اقلية ترى انه حكم انتهى وصار جريمة في حق الإنسانية.
فاذا كانت جريمة مثل العبودية لا زالت محل جدال واخذ ورد فما بالك ببقية العنصريات الأخرى.