مفكرون

▬ وتتابعت الأحداث في مكة واستمرت المنعة الهاشمية للنبي الذى…


▬ وتتابعت الأحداث في مكة واستمرت المنعة الهاشمية للنبي الذى اتبع خطى جده – كما اتبع خطواته إلى حراء من قبل – وأعلن أنه نبي الفطرة الحنفي التي نادى بها الـأولون السابقون، ونادى بها عبد المطلب، ومثلما أتى جده الُرئى وغته ثلاثا ليحفر زمزم فقد أتاه جبريل وغته ثلاثا، وكما اهتم عبد المطلب بتأكيد التحالف مع الأخوال من أهل الحرب فى يثرب، اهتم حفيده أيضا بلأمر؛ فكان يلقي أهل الحرب اليثاربة عند العقبة، إلى أن هيأوا مدينتهم لإستقباله؛ بعد أن مات عمه أبو طالب، واشتد ضغط الأحلاف على الهاشميين، وكان الحل أن يُغادر إلى الأخوال ليرفع الضغط عن الأعمام، في الوقت الذي كان فيه لجده عبد المطلب مكانة خاصة، وأصر لا يُمحى من نفسه؛ تبرره حميته القتالية عند المعارك التي كانت تدعوه لأن يهتف: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، كأنى به ينادي طيف جده: أى جدي، هأنذا أحقق حُلمك !! صــ151

▬ وهكذا؛ قامت الدولة الإسلامية، بجهود البيت الهاشمي، وفضل لا يُنكر لأهل الحرب والحلقة اليثاربة وخئولتهم، لكن ذلك كله لم يفت فى عضد الحزب الأموي، فظل هؤلاء يترقبون الفرص حتى ما بعد اتساع الدولة بالفتوحات، وعندما سنحت الفرصة اقتنصوها، واستولوا على الحكم إستيلاء صريحاً بعد أن كان ضمنيا بإستبعاد (علي) بعد وفاة الرسول، وساعتها تجلت مشاعرهم تجاه بني عمومتهم فى المجازر الدموية التى راح ضحيتها كل من أيد البيت الهاشمي؛ حتى امتدت يد الإنتقام الحمقاء إلى حفدة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) إستئصالاً لهذا البيت وأهله ووصل بهم الهوس إلى ضرب الكعبة بالمنجنيق؛ مشاعر عبر عنها لسان يزيد بن معاوية الأموي (منسوباً إليه عن قصيدة طويلة لإبن الزعبري) :

لعبت هاشمٌ بالمُلك فلا خبر جاء ولا وحي نزل

أو كما أورده ابن كثير : لعبت هاشمٌ بالمُلكِ فلا ملك جاء ولا وحي نزل

_الإقتباس التاسع عشر والأخير من الكتاب


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫3 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى