الأقيال

الۍ مـــن يـهمه الامـر محليا وعربيا.. إيران تعيد هندسة…


الۍ مـــن يـهمه الامـر محليا وعربيا.. إيران تعيد هندسة المجتمع اليمني (2)

مـصـطـفى مـحـمـود

العلاقة الحوثية الايرانية علاقة تبعية وهيمنة، يمارس فيه نظام الملالي في طهران أشكال السلطة كلها، العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والثقافية على المؤسسات اليمنيه التي غدت محتلة في العمق بصورة غير مباشرة، من جانب وكلاء النظام الإيراني وعملائه الحوثيين وبصورة مباشرة أيضًا من خلال قادة كبار عسكريين وسياسيين ورجال أعمال إيرانيين ولبنانيين ، وكانت كلمة الجنرال قاسم سليماني )القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني( قبل اغتياله، مسموعة ومطاعه ومن بعده حسن ايرلو ،وكان الحوثيون يتعاملون مع الرجلان على أنهما الحاكمان الفعليان لليمن

لم يكن النفوذ الإيراني الواسع في اليمن ناتجً عن هيمنة عسكرية الطابع فحسب، فالتغلغل الإيراني في مفاصل سلطة المليشيا الحوثيه متعدد الأوجه، ومتنوع التأثير، وذا طابع مهيمن يعتمد على التخطيط ،واستدامة الأثر والتأثير، وهو ما يجب الانتباه إليه والتعامل معه على أنه نفوذ عميق[[من المرجح أن يستمر .حتى لو سقطت مليشيا الحوثي السلاليه وجرى بناء نظام حكم جديد]]1ـ فـي الـجانب العســــــــكري

منذ 2018م تغييرت الاستراتيجيه العسكريه الايرانيه في اليمن فقد انتقلت طهران من مرحلة دعم قوات مليشيا الحوثي لوجستيا واستخباراتيا وتدريبيا، إلى مرحلة تولي ضباط الحرس الثوري قيادة المعارك والعمليات العسكرية بصورة مباشرة، وبتنفيذ مباشر من جانب ضباط ميليشيات )حزب الله( اللبناني، والميليشيات الشيعية الأخرى، ولم يعد حزب الله و القيادة الإيرانية تهتم بإخفاء مشاركتها العسكرية في الصراع في اليمن فقد صرح حسن نصر الله بفخر ان لديه قتلا في صفوف الحوثيين وكذا صرح اكثر من مسول ايراني واتضحت ملامح السياسات الإيرانية في اليمن وظهر التخطيط الاستراتيجي المستدام فيها والعمل على ترتيب أوضاع اليمن بما يتجاوز مرحلة مليشيا الحوثي من خلال الاعتماد على ضباط الحرس الثوري في قيادة الميليشيات الحوثية وتحييد الضباط الحوثيين عن اتخاذ القرار في قيادة المواقع العسكرية ذات الأهمية الاستراتيجية…. لم يقتصر الدور الإيراني في اليمن على الجانب العسكري، وهو الأبرز في السنوات الثمان الأخيرة… فنشاط إيران الآخر الرامي إلى إحكام السيطرة على مفاصل السلطة الحوثية وبنى المجتمع اليمني… يواصل جهود التغلغل والنفوذ على كافة الاصعده، الاجتماعية والاقتصادية

تأثيره في المشهد اليمني مستكمل ليشكل التدخّل الإيراني أبرز فاعل في المشهد اليمني ، وأشد أدوار التدخلات الاقليمية و الدولية ،أثرًا.. وقد ترك ذلك آثارًا عميقة في البنية المجتمعية ، وكان له الدور الأبرز في تأجيج الصراع في اليمن وساهم إلى حد كبير في تمزيق المجتمع اليمني ، وفي خلق بؤر توتر وتفجير مستقبلية، عبر دعم كيانات مناطقية وسلالية وطائفية مضاده للوطنيه اليمنية واللعب في التوازن الاجتماعي ،ونظرًا إلى عمق التورط السياسي والعسكري وحجم الاستثمارات المالية والعسكرية لإيران في اليمن يصعب تصور قبول طهران بالتراجع عن نفوذها والانكفاء عن اليمن ، وتفكيك بنى ومواقع تموضعها داخل العمق اليمني ، من دون أن تتعرض لخسارات وتُجبر على تقديم تنازلات مريرة، لن تحصل من دون حدوث تحولات كبيرة حاسمة.. في الحلقه القادمه سننشر التغلغل الايراني سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا،

يتبع….

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى