كتّاب

قلت في مقالة إن اللقاح الروسي مغالطة تهدف إلى دعم بريستيج نظام بوتين، وسردت في س…


قلت في مقالة إن اللقاح الروسي مغالطة تهدف إلى دعم بريستيج نظام بوتين، وسردت في سبيل هذه الفكرة دفعة كبيرة من الدراسات والأرقام والآراء العلمية.
ثم كان علي أن أتراكض مع المعلقين اليمنيين الذين اعتبروا التشكيك في المنجز الروسي شتيمة شخصية لهم بالأم. ولانها كذلك فقد شتموني أيضا بالأم، ولم تسعفني الملاحقات في كبح هيجان الروس اليمنيين.
أنا طبيب، واعرف جيدا عما أتحدث، ومع ذلك فكان صوتهم أعلى.

المهم بعد ما شتموني وقلبوا صفحتي عاليها سافلها، واضطروني للحذف والحظر والشجار .. غادروا صفحتي وذهبوا يتعلمون عند هذا الأهطل الذي في الصورة: يدخن ويحشو فمه بأوراق شجرة القات، ويفتح الكاميرا. قرابة ٧٠٠ شخص جلسوا القرفصاء ليتابعوا بثه المباشر.
ليفعلوا ذلك ما دامت السعادة تجد سبيلا إلى قلوبهم وليواصل الأهطل الظهور عليهم إن كان يسليهم.

في ٢١ سبتمبر جاء الحوثيون واجتاحوا العاصمة. حدث ذلك في سياق تاريخي يمكن فهمه. فهم وإن كانوا قد صدموا ١٠% من اليمنيين فإن ٩٠% لم يصدمهم ذلك الحدث (عودوا لتدوينات وأوراق تلك الأيام). ثم صار الحوثيون ملاعيين عند نسبة متزايدة من الناس لأنهم “لصوص” لا لأنهم فاشيون. وهكذا تقزمت فكرة الدولة وصارت مجرد مسألة فنية بحتة. انظروا إلى تعز، صاحبة فكرة الثورة.. وادرسوا تلك الحالة المخزية والرثة..

وفي ٢٠١١ خرج جزء من الشعب لا يؤمن بالديموقراطية، على المستويين السياسي والاجتماعي، ضد نظام حكم مغلف ببذور ديموقراطية من الداخل. ثوار تلك الأيام تحولوا، جزء منهم، إلى شبيحة وشتامين ومساندين للديكتاتوريات في كل بقاع الأرض، وتنقعت أرواح كثيرين منهم في الشر حتى صارت ظلاما دامسا وفقدوا أي قدرة على الإلهام. إن حالهم الآن يشرح أسباب انهيار تلك الثورة البائسة ..

فإذا كنت ترى في بوتين مثالا لنظام الحكم الجيد فعلام تقاتل الحوثي؟
وإن كان حفتر، السيسي، بن زائد، أبو العباس، أردوغان، إلخ يلهمونك .. فما هو مفهومك للديموقراطية والحريات والتنوع الخلاق؟

القاع شاسع جدا والجميع هناك، ولا توجد مخارج حقيقية ..

م.غ.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى