قضايا المرأة

النسوية | #الألوان_العنصرية_المعذِّبة يولد المرء دون أن يكره تبعات ال


#الألوانالعنصريةالمعذِّبة
يولد المرء دون أن يكره تبعات اللون الأخر وشخصيته المستقلة وفرديته، لكن المجتمع والإعلام يعلّمه ذلك.

يولد الطفل على هذه الحياة وقد قُيّد مستقبله وحياته بأقفاص إما زهرية أو زرقاء اللون، وتتضمن تلك الأقفاص أشياء زرقاء شاحبة وزهرية شاحبة وأدوار اجتماعية أكثر شحوباً وضغطاً وتقييداً وتحكماً مما يتصوره المرء…هل لاحظتم أن الأهل يقومون بتجهيز جميع أغراض الطفل قبل ولادته؟ فإذا كان ذكراً يُبتاع له سيارات وكرات وألعاب زرقاء، وإذا كانت أنثى يُشترى لها دمى وعرائس وأدوات مطبخ يسيطر عليها اللون الزهري.

يُقال للفتيات: العبي بالدمى، ضعي مساحيق التجميل، أخفضي صوتك، كوني أميرة ساذجة ضغيفة، قومي "بأعمالك المنزلية"، احملي الزهور، كوني ناعمة، كوني جذابة ومثيرة، ارتدي الكعب العالي دوماً، اختاري تخصصاً جامعياً مناسباً للون الزهري!
يُقال للصبيان: العب بالكرات والمقاتلين، دع شارباك ينموان، قم بتعلية صوتك، كن مقاتلاً صلباً، قم بالأعمال العضلية الثقيلة، احمل الأسلحة، كن خشناً، كن رجلاً، لا تبكِ، ارتدي الأزرق، اختر تخصصاً جامعياً أزرق!

تتحدد أدوار الطفل قبل وبعد ولادته من قبل المجتمع بأشياء لا تمثل جوهره كإنسان، وتمثل تلك الأشياء قيوداً تحيط بدائرة مغلقة يسمح المجتمع المحيط للفرد أن يختار فقط من ضمنها، ويدّعي أن للمرء الحرية الكاملة بانتقاء أغراضه، لكن من ضمن تلك الدائرة حصراً دون تطاول على الدوائر الأخرى، ويبقى المرء موهوماً بحريته على الاختيار، لكن اختياره ليس إلا اختيار العبد لنوع وحجم السلاسل التي تقيد قدميه وتمنعه من الانطلاق والركض نحو الحرية.

ويعول المجتمع على تلك الأمور الساذجة والتفاهات بتنمره ونبذه من ينطلق نحو الحرية ويوسع دائرته لتشمل عدداً أكبر من الألوان وخصوصاً إن توجه الذكر نحو الدائرة الزهرية، وانطلقت الأنثى نحو الدائرة الزرقاء، حيث تتعرض النساء ممن خالفن تعاليم المجتمع المقدس لكافة الصفات السيئة (مثلية،مسترجلة،قبيحة…)، ويتعرض الرجال المخالفين للأزرق للتنمر ويقال لهم (مثلي، ناعم، قليل رجولة…).

لا بد للمرء أن يدرك أن حقيقته تقع في داخله وقلبه وعقله وتفكيره، لا بتلك الأدوار والألوان المحددة والقوالب التي تحد من التفكير والتصرف السليم، وتزيد العنصرية والعداوة والتنمر ضد الأشخاص الأخرين.
#ريبال_وردة
#النسوية


على السوشل ميديا
[elementor-template id=”530″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى