مفكرون

سمير علي جمول | أنا قحبة قصيدة للشاعرة الكردية باران ميلان ، ترجمها عن الفارسية حميد كشكولي

سمير علي جمول

أنا قحبة

قصيدة للشاعرة الكردية باران ميلان ، ترجمها عن الفارسية حميد كشكولي

شرف بعليحتضَر بين فخذيّ.
أتحول يوميا أكثر من ذلك مما كنت قد سبق.
كل يوم تموت فيّ أنوثة ما.
يتمعن امرأة من ذريّتي بخنجر.
فاقتلوني بدلاً من نساء العالم!
اقتلوني!
لقد ضاجعت كل ما هو موجود في هذه الدنيا.
منذ سنين أضاجع هموم الخبز.
أضاجع الغربة ،
بندقيتَك ، خندقَك ، تشردَك ،
اضاجع جراحك ،
أوساخَ ثيابك ،
والمطبخَ.
أضاجع القلم ،
أحلاما اكتبها ومجموعتي الشعرية ،
بعيدة عن أنظارك.
أضاجعك أنت الذي لا أحبّه.
أبدا تجد عاهرة أكثر عهرا منّي!
اضاجع ورد الياس ، و أريج البستان ،
الوحدةَ ، و المكنسةَ ، والموقد ، والسماورَ ، و استكانَ الشاي.
فضع توقيعك!
تكرّم ْ ، وقّع ْ هنا!
عفوا! وقّع هناك!
25 نوفمبر ،
اليوم الأكثر هزلا من أي يوم آخر.
فوقّع ْ باسم شيخ الطريقة!
باسم النبي !!
لقد رجمني الدين
وخزنتني المقدسات في كيسها ،
ولكنهم يقتلونني رغم ذلك ، فوات الأوان.
ثمة خنجر مصوب دوما على أم ّ رأسي.
يقتلني الشرف كل ّ يوم.
يجلدني الناموس يوميا.
فأنا أكبر عاهرة اليوم.
فلم يبق لك من كرامتك شيء ، لطول بقائي في السرير لوحدي.
لكثرة مضاجعاتي لهاجس حب ّ انتزعتُه منك ،
فلم تعد شريفا حتى لو قتلتني كل يوم.
ولكثرة ما أحمل أحمالا على الحدود فلم يعد حضني ينفرد لك.
لكثرة تحجبي و تدثري ، لم أعد أرى الجمال حتى في الحلم.
أصبحت أكثر أصبحت أكثر في كل يوم.
أنا قحبة كل يوم.
لقد ضاجعتُ هموم الرضيع ، وقنينة حليبه ،
ضاجعتُ أخمص بندقيتك.
مستقبلنا الأسود ،
وغربتنا.
ضاجعت ُ محفظة تلميذي الخالية ،
ضاجعت ُ الآلام ، والجراح َ ،
والآهات ،
ضاجعت ُ الحلم بالأفراح والمسرات.
فاقتلني!
فلا ثمة أعهر منّي ،
لن تجد عاهرة أكثر عهرا من الكردية.
انظر ْ إلى عيوني المنهكة!
شاهد نظراتي!
لتكشف بنفسك مدى هزال شرفك الزائف ،
فإنني ضجرة من شرفك المستعار ،
ضجرة ،
ضجرة ،

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى