كتّاب

بدائع الاسماء المصرية (3-3):…


بدائع الاسماء المصرية (3-3):
إنت ابن مين فى مصر: النجار ولا السرياقوسى ولا القزعة؟
تحدثنا عن حقيقة العلاقة بين الدولة والناس من العصر الفرعونى حتى العصر الحديث وعدم حاجاتها إلى معرفة عائلاتهم حتى قرر محمد على أن يعرف عدد السكان جميعا وحيازاتهم من الأرض ويجعل العلاقة مباشرة بين الدولة وبين الأفراد تمهيدا لمشروعاته المركزية الكبرى، وهنا طلب من العمد ومشايخ البلد كتابة اسماء الناس والقابهم كما ينطقها الناس فى القرى والأحياء، فراحو يكتبون ما هو معروف بينهم والذى يمكن إدراجه تحت ثلاث تصنيفات كبرى: مهنية وإقليمية وتهكمية، ولأن الاسماء المهنية تتنوع تنوعا هائلا فيمكن إدراجها تحت فئات فمثلا حول النسيج والقماش سنجد ألقاب: القطّان والحّلاج والغزّال والفتّال والحباّل والعقاد والنسّاج والقَمَاش والخياط والترزى والقزاز والحريرى والمناديلى والطرزى والصباغ واللبابيدى
وحول الحبوب وتجارتها سنجد: البنّان والفوّال والبزار والفولى وكراوية وكمون والرزاز ورز ورزة
وحول صناعة الكتاب والدين سنجد: الخطيب والمؤذن والميقاتى والإمام والكاتب والفقى والمفتى والشيخ والوراق والقاضى والشاهد
وحول الأخشاب وصناعتها هناك: الخشاب والنشار والنجار والبيبانى والدواليبي والطبلاوى والشَبكشي، والشَبك كانت أداة التدخين منذ زمن المماليك وكانت تشبه “البايب” كبير الحجم ولكن بذراع طويل قد يصل طوله إلى مترين
وحول مهن البناء سنجد: البنا والطواب والرمالى والرملى والجيار والمبيّض والحجار وزلط والكوالينى
وحول العصائر والحلويات سنجد: الشربتلى والعرقسوسى والحلو وحلاوة والحلواني والحلوجى والسكرى والعصار والقصبجى والعسل والكحكي
وهناك مهن أخرى عديدة: السماك والحلاق والمزين والقصاص والدقاق والقصاب والجزار والسقا والحداد والسرجانى والسروجى والملواني والخباز والطحان والطباخ والشماع والصرماتى والمراكبى
وهناك مهن تاريخية انتهت طبعا ولكن احتفظ أصحابها بألقابهم فهناك: دويدار وتعنى حامل دواة السلطان وأقلامه، والسلحدار أى مسؤل دار السلاح، والخازندار وتعنى خازن السلطان، والخواجة،وهو لقب فارسي للسيد المهذب والطوبجى وهو سلاح القاذفات التركى وجاويش وهى رتبة تركية، والياسرجى وهى مهنة بائع المماليك والألفي والذى ينتهى للملوك محمد الألفى والذى بيع بألف أردب قمح والمرشد والخولي والناظر والعمدة
وهناك ألقاب تشير إلى مريدى أو خدم شيوخ الصوفية الكبار: البدوى الشاذلى الدسوقى الحجاجى الحسينى والرفاعي
أما النوع الثانى من الألقاب التى تعود لإقليم المنشأ سنجد بعض الألقاب تشير لمنشأ خارجى: مثل: النابلسى والقدسى وعكاوى وغزاوى والصيداوى والعراقى والبغدادى والتونسي والجزايرلى والموصلى والدمشقى والحلبى والنجدى والحجازى ومكاوى ومدنى، وهناك منها مايشير إلى أقاليم أبعد مثل: بوشناق، نسبة إلى إقليم البوسنة، وهناك المانستيرلى نسبة الى منستير فى تركيا والأزميرلى والكريدلى وكركوتلى، وأباظة الذين يعود أصلهم إلى جبال أبخازية أو أبازيس التى تمتد بين بحر قزوين والبحر الأسود وجاؤا كمماليك فى زمن المماليك، ومع انهيار دولة المماليك كانوا من أهم أسباب الفوضى فى البلاد يتحالفوا مع العربان الذين يحاصروا القاهرة، حتى ألفهم محمد على بمنحهم أراضى هائلة فى الشرقية، أما الألقاب التى تنتهى لأقاليم مصرية فلن تجد اسم إقليم لا ينتهى بلقب، فهناك: الأسوانى والأقصرى والإسناوى والقناوى والسوهاجى والأسيوطى والمنياوى والجيزاوى والسويفى والفيومى والمنوفى وطنطاوى والبورسعيدى والاسكندرانى والصعيدى، وهذا يعنى أن حركة الناس بين الأقاليم المختلفة أمر مألوف يتم فى سلاسة ويسر
أما عن الألقاب التهكمية، فحدث ولا حرج:فى بلدنا مجرد مارتبط الإنسان بصفة أو بشئ نسمية أبو كذا ومن هنا ستجد ألقاب: أبو سنة وأبو شوشة وأبوشامة وأبو الركب وأبو طور وأبو لوح وأبو الغيط، وابو العيون وابو دومة وابوقدح وأبو كيلة..ويمكن يسمى بتشبيهه بحيوان مثل: القط وقطيط والفار وتعلب والديب والضبع والسبع والفيل والسيسي وعصفور وزرزور وغراب وصقر وحمام وزغلول والبرغوث، ويمكن أن يسمى بملمح جسمى: القزعة الطويل الهبلة أبو شدق، الأودن صاحب الأذنين الكبيرتين، الأكتع مقطوع الذراع، الأزعر مقطوع الذيل، الأقطش مقطوع الأنف، الأهتم الذى بلا أسنان، الأقرع الأعرج، الطايش، السايح الجعار والجعارة
وكانت من ألقاب التهكم المقذعة والتى تشير إلى فعل شديد البذائة “القارح” ولقب فسخانى معروف “الخ…”، وقد حافظ عليه الرجل كعلامة مميزة لدكانه للفسيخ فى بولاق حتى استبدل أحفاده “الفسخانى المشهور” بالاسم البشع
وطبعا سوف تلاحظوا ندرة كثير من الألقاب التهكمية إذ يختار الأحفاد الوقوف باسمهم عند أحد الجدود بدلا من أن يظلوا يحملوا لقب.. ابولوح او ابودومة
يسعد أوقاتكم

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى