كتّاب

سبتمبر 1970 يرحل الرئيس عبد الناصر، بعد خمس شهور يلحق به…


سبتمبر 1970 يرحل الرئيس عبد الناصر، بعد خمس شهور يلحق به البابا كيرلس، ويتولى السادات عرش فرعون، ويجلس البابا شنودة على كرسى مارمرقس، مع ملحوظة هامة ودالة هنا، فقد كان معروفا عن الأنبا أنه قوى الشخصية شديد النشاط عميق الإنتماء، بينما كان الإنطباع السائد عن السادات أنه مهرج لا أكثر، وهنا بدا واضحا للعيان أن الأمور ستختلف كثيرا………
كان القبط منذ إستيلاء عمرو بن العاص على الحكم قد تحولوا تلقائيا إلى ذميين موطوئين بلاحقوق على الإطلاق فى دولتهم التى أصبحت إسلامية بحكم السيف، وظل الحال هكذا من سئ إلى أسوأ معظم فترات المهانة البدوية حتى تولى محمد على العرش ودخل فى صدام مع كهنة الأزهر ونجح فى تحجيمهم إلى حدا ما، ولكنه لم يكن شريفا إلى درجة القضاء عليهم، ولم يكن منصفا إلى حد اعتبار الأقباط مواطنين درجة أولى، صحيح قد نالوا بعض الإمتيازات التى تعد نقلة جبارة لحالتهم، ولكنهم ظلوا مواطنين ذميين تحت الجزية حتى وإن كانت بلا صغار، وممنوعين من التجنيد حتى سنة 1855 حين دخلوا الجيش على يد سعيد باشا، وبدأت دولة المواطنة تلوح فى الأفق ولكن يلزمها تضحيات الرجال، فتم عقد مؤتمر أسيوط سنة 1911 لانتزاع الحق القبطى فى ظروف باتت مهيأة، ولكن سرعات مافرقت السياسة بين الأديان، وظهرت أخطر مشكلة فى التاريخ المصرى وهى سقوط الخلافة الإسلامية سنة 1924 على يد أتاتورك، وطمع جلالة الملك فؤاد فى أن يصبح خليفة المسلمين، وهنا توقف المد القبطى وظهرت النعرة الإسلامية.!!!
وبعد أن كانت مصر تقف فى صف الشعب اليهودى الشقيق وحقه فى العودة إلى أرضه التاريخية، وبعد أن وقفت المملكة فى صف وعد بلفور سنة 1917 ، فجأة يبدأ الحديث عن اليهود أعداء الله والحق العربى فى إغتصاب أرض فلسطين من أصحابها، وعندما يدمر الشيخ على عبد الرازق حلم فؤاد فى الخلافة بالإشتراك مع طه حسين فى كتابة ” الإسلام وأصول الحكم”، يصبح الجو مهيئا لإقامة كيان إسلامى شعبوى بدعم من مملكة الخراب سنة 1928 ويظهر تنظيم الإخوان المجرمين “، وتكون الأرض مهيأة لظهور الإخوان المسيحيين تحت إسم ” منظمة الأمة القبطية”، ولكن توازنات القوى وتفوق الجانب الإسلامى فى الكذب وادعاء المظلومية مع كثرتهم العددية، يجعل المجال مفتوحا للإخوان المجرمين، مع ملاحظة هامة جدا وهى أن أى قبطى فى منصب كبير أو صاحب ثروة كبيرة لابد وأن يمارس الركوع لأسياده المسلمين، ” مكرم باشا عبيد- مستشار االملك فاروق الصحفى كريم ثابت- المؤرخ لويس عوض- وأخيرا ساويرس الذى يعمل فى شركاته مسلمين أكثر من المسيحيين- وبالتالى لا يعد وصول قبطى لمنصب عام فيه إضافة قوية للقضية القبطية.
يصل فاروق للعرش ويحاول أن يتسلم التاج من الشيخ المراغى فى مظاهرة إسلامية، ولكن يتصدى له الوفد، يطلق الذقن ويرتاد الجوامع ويحمل المصاحف، ويقيم حلف إسلامى جديد تحت ستار علمانى ” جامعة الدول العربية”، ولكنه يصطدم بالوجه القبيح للجهاد الإسلامى، وتكون النتيجة الصدام ومصرع المجرم حسن البنا بمساعدة الكاتب يوسف إدريس، ولا يحضر جنازته سوى إثنين: أبوه عبد الرحمن البنا، والنصرانى الراكع مكرم باشا عبيد.!!!
يصل ناصر للسلطة ويحدث وئام بينه وبين البابا كيرلس وتمر الأمور بسلام، ولكن عند وصول البابا شنودة كانت الأرض مهيأة لمذبحة مروعة………………….




يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫8 تعليقات

  1. أية تفسبر حضرتك لحضور مكرم عبيد جنازة حسن البنا ؟ مش موضوع انبطاح قبطي ، مكرم في هذا الوقت كان بك رسمي ومحامي مشهور وثري ورئيس حزب والبنا كان اتقتل خلاص والجماعة كان سبق وصدر قرار حظر لها من النقراشي باشا رئيس الوزراء ، تصرف غريب فعلاً

  2. بص يا صاحبى، كل الشخصيات القبطية الشهيرة والثرية بتمارس المطانية أدام أسيادها المسلمين عشان تثبت إنها مش متعصبة لدينها ولا لطايفتها، نوع من النقص الموروث ف الشخصية القبطية نتيجة الإذلال الممنهج، بالإضافة طبعا للخوف المشروع ع المنصب والثروة فى دولة متطرفة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى