مفكرون

القصة الثالثة:…


القصة الثالثة:

بعد استقالة وزير الخارجية محمد ابراهيم كامل فى كامب ديفيد اعتراضا على الاتفاقية مع اسرائيل فى سبتمبر ١٩٧٨ اصابت السادات حالة من الغضب الشديد على الخارجية وقرر الا يكون الوزير القادم من داخل مؤسسة الخارجية خاصة وانه ثالث وزير من رجال الخارجية يستقيل فى غضون عام واحد بعد اسماعيل فهمى ومحمد رياض. وحكى لى اسامة الباز ونحن فى امريكا بعدها بنحو ثلاثة اسابيع وهو يبتسم ابتسامة المنتصر الحكاية التالية:
انا عرفت ان السادات بيفكر جديا بل يكاد يكون وصل لقرار بتعيين حسن التهامى وزير خارجية. فرحت له وقلت له: ياسيادة الريس فيه موضوع كده انا محرج اكلم سيادتك فيه. هز السادات رأسه وكأنه يشجعه على الكلام فاسترسل الباز كما روى لى: الحقيقة انا حاسس ان سيادتك بتفكر فى تعيين السيد حسن التهامى وزير خارجية. وانا من واجبى ان احيط سيادك علما بكل الحقائق عشان يكون اختيارك على بينة تامة من كل الأمور. الحقيقة ان حسن بك التهامى بيتصرف تصرفات غريبة جدا.
سأله السادات باهتمام: زى ايه يعنى؟
اجاب الباز: فجأة وهو قاعد يرفع ايده بالتحية ويقول بصوت عالى “السلام عليكم” فلما حد يسأله بتسلم على مين يرد بمنتهى الجدية: “ده سيدنا الخضر كان معدى.. بس انتو مش حاشوفوه”. ويعود بعدها بلحظات الى “السلام عليكم” ويقول “سيدنا عمر كان معدى”.. بلحق السادات فى وجه اسامة الباز ليتبين جدية الكلام وهو يهمهم: هممممممم.
واضاف الباز: ده لما كان سفير فى المغرب شاف فتاة كانت بنت زعيم قبيلة وكانت جميلة زى القمر فذهب الى الملك الحسن وقال له : انا جالى سيدنا محمد فى المنام وقال لى انى لازم اناسب من المغرب وحدد لى اسم فتاة هى ابنة فلان” .. فامر الملك بالزواج.
اخذ السادات يهز رأسه وهو ينظر الى الباز الذى قال لى: انا بقى ما دام بدأت فلازم اقول له كل حاجة.. واضاف: يافندم ده بيتفاخر بقدراته الخارقة فى عملية الجماع وبيقول انه بيجيب “دهانات” وادوية من الخارج لا يعلم عنها احد.
سألته: طيب وقال لك ايه؟
قال: كان فى حالة استغراب شديد كإنه اول مرة يسمع مثل هذا الكلام. وقال لى فى النهاية: طيب.. شكرا يااسامة انك وضحت لى الكلام ده.
وبالفعل انقذ الباز الخارجية من حسن التهامى الذى كان اقرب الى شخص مجذوب منه الى رجل سياسة واختار السادات بعدها بفترة مصطفى خليل ليرأس الخارجية بالاضافة الى رئاسة الوزراء بعد ان ترك بطرس غالى ينعم بمنصب وزير الخارجية بالنيابة لفترة. لكن السادات رفض حتى وفاته ان يعين وزير من داخل الخارجية مع ان هذا هو التقليد المتبع باستثناءات نادرة.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫7 تعليقات

  1. لكن في مذكرات محمد ابراهيم كامل ، المحترم ، قال إن التهامي شارك بالفعل في أول مباحثات جرت بالفعل بالمغرب بين الأمير فهد والملك الحسن وديان ، بل سافر مع الوفد واشتكى كامل لچيهان ، وأصر السادات قائلاً إنه إذا تعثرت الأمور ، يقبض يده ثم يفردها قائلاً ياديان ، بعدها تنفرج الأمور ، حكاية التهامي بالفعل من العجائب الذي آمن بها السادات وحده

  2. حقيقى هذه الروايات رائعه ..لازم تضعها في كتاب ..الناس تواقه الى سماع مواقف بين الكبار تستمد منها فخرها وأنه كان عندنا رجالات عظام أصحاب فكر ومنطق وفلسفه يستمع لهم رأس الدوله بعد أن أصبحنا دوله برأس دون جسد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى