كتّاب

– لم أكتب هذه المرة عن المُطـالبة بمُـعاقبة هذا المُتطرف…


– لم أكتب هذه المرة عن المُطـالبة بمُـعاقبة هذا المُتطرف الذي أحرق الكتاب المقدس وداس على الصليب بالحذاء علانية وشاهده جميع الناس على مواقع التواصل الإجتماعي، لأني أدركت وتيقنت مع الوقت أن الواقع المُخزي لن يتغير أبدًا، وقانون إزدراء الأديان موضوع خصيصًا من أجل حماية الدين الإسلامي فقط ولا يُطبقّ إلا على المسيحيـين وهذه حقائق معلومة للجميع لا يُمكن لأي إنسان سوي يعرف الحق أن ينكرها، فالقانون في الأساس من المفروض أن يكون مُنفذ على جميع المواطنين دون تفرقة أو تميـيز ؛ ولكن ماذا نعمل مع بعض الأشخاص الذين يطعنون من الخلف في كيان الدولة المصرية العظيمة ويهدمون ما يبنيه سيادة رئيس الجمهورية وقيادات الحكومة ويسعون جاهدين لتشويه صورة مصر وقضاءها أمام العالم كله ويعملون بكل الوسائل والطرق المُمكنة لإحداث وإشعال فتنة تحرق وتتلف كل شيء في بلدنا الغالٍ مصر؟ لمصلحة من كل هذا؟ ، لمصلحة من تجاهلهم وعدم مُعاقبتهم بنص القانون الواضح والصريح؟ ، لمصلحة من عدم تهدأة وإحتواء مشاعر وإمتصاص غضب الأقباط بآخذ أبسط حقوقهم البديهية والمشروعة؟ ، لمصلحة من ترك هؤلاء الإخوان الذين هم قبل أي شيء أعداء واضحين للدولة ويريدوا خرابها وتدميرها؟ ، من يُريد الشر والدمار لمصر هو من يتغافل عنهم كأنه لم يراهم ..
فكما يقول المثل: ” من آمن العقاب أساء الأدب “.

– ما يُصبرنا على كل هذا وأكثر مما يحدث يوميًا أمامنا، هو أننا لا نُريد أن نكون خصم مُعادي ومضاد للدولة، فنحن نعلم جيدًا خطة هؤلاء لتدمير مصر من خلال نار الفتنة بعد أن فشلت مرارًا وتكرارًا بكل الوسائل، فمعلوم أننا شعب مُتدين بفطرته والدين عندنا جميعًا خط أحمر لا مساس به، فلا يوجد شيء أمامهم سوى هذه الحيلة النكراء وهي اللجوء إلي الإهانة والسخرية من الدين المسيحي ورموزه التي يوقرها ويقدسها جميع المسيحيـين، فهم ينتظروا أن نغضب ونهيج على الدولة ونظامها وقادتها الذين يتغافلون عن حقوقنا ومُعاقبة المُـسيئين إلينا ولمُعتقداتنا، ولكن لا وألف لا فـهذا لم ولن يحدث أبدًا فمصلحة البلد فوق كل إعتبار، فكل هذا لا يؤثر فينا إطلاقًا ولم ننجرف وراءه، فكما شائع على مواقع التواصل بعض النكرات يتآمرون ويدبرون ويُريدون إحداث ثورة الأيام المُقبلة، ولا نقبل على أنفسنا بحجة أننا نُدافع عن ديننا أن نكون طرفًا في هذه المعركة الخاسرة، فوطنية الأقباط ومواقفهم عبر جميع العصور والأزمنة مُسجلة في التاريخ بأحرف من نور، فمصر عندنا قبل أي شيء آخر.

– أما عن هذا الڤيديو المُنتشر الذي أستفز مشاعرنا جميعًا، لا أقول عن صاحبه إلا أنه شخص مدفوع الأجر مُمثل ضعيف وركيك وما هو إلا مجرد لعبة تُحركها أيادي الإخوان النجسة التي تُريد الطعن في ظهر الدولة، وهذا الكائن الأضحوكة لا يُمثل إلا نفسه فقط، فلم نرى من أخوتنا المُسلمين الأسوياء إلا كل خير ومحبة واحترام، والمُتطرفون منهم هم قلة قليلة فسدت وتلوثت عقولهم وقلوبهم نتيجة الإستماع إلي خفافيش الظلام الذين ملئوا أفكارهم بالكراهية والبغضاء والإرهاب والشر والسباب والتطاول لنصرة الدين بالكذب، فهم ضحية أولًا وأخيرًا، أمثال هذا الشخص لا شيء ولا قيمة له عندهم، فـوراءهم المُخطط والمُدبر والقائد الذي يدث السموم فيهم، فمن يُريد أن يبحث فاليبحث عن الأصل والمصدر.

– ما رأيناه ليس بجديد على المسيحية أبدًا ؛ فالمسيحية مُنذ نشأتها تُحارب وتُهاجم من أفعال وتدابير ومكائد أبناء إبليس الذين يُساعدون الشيطان لإبعاد وإضلال الناس عن طريق الحياة الأبدية والملكوات السماوي، فهذا بالنسبة لنا أمرًا عاديًا ووارد حدوثه في أي عصر وأي زمن، وهذا كله نابعًا من حقد وهيجان عدو الخير على أبناء النور، فالذي كان يحترق بداخله هو الشخص الفاعل للحرق وليس الكتاب المقدس ؛ فالكتاب المقدس بالنسبة لنا ليس مجرد أوراقًا كما يعتقد البعض بل أسلوب حياه تظهر من خلال أعمالنا الصالحة مع جميع الناس، فالكتاب المقدس داخل قلوبنا محفور بتعاليمه السامية ووصاياه المقدسة التي جعلتنا نعيش ونتعايش مع كل من حولنا بمحبة وسلام لا يُوصف ولا يُحد، فنحن لا نفعل مثلهم أبدًا ؛ فالفارق بينـنا وبينهم مثل علو وإرتفاع السماء عن الأرض، ولا يُمكن أن نُهين أو نجرح أو نحتقر أحد مهما حدث ومهما كانت درجة الإختلاف بيننا، فعلمنا الكتاب المقدس الذي أحرقه هذا الكائن أن نحترم ونقبل ونسالم جميع الناس، بحرقه للكتاب المقدس لم يتأثر أحد بشيء إلا هو فقط ؛ فلم تنتهي طباعة ملايـين النسخ سنوايًا لذلك الكتاب، ولم تختفي أو تندثر المسيحية مثلًا من العالم بهذا التصرف الطائش والمُتطرف، فهو الخاسر الوحيد من كل ما حدث، فهو إذ بجهل أعمى أظهر الشيطان الذي كان عليه ويتحكم فيه ويقوده لما يفعله، كذلك الشيء أيضًا حينما داس على الصليب بحذاءه، فقد فعل ما كان يُريد الشيطان تحقيقه وعجز عنه ؛ فجعل المسيح القدوس وهو على الصليب الشيطان مسحوقًا تحت الأقدام، وها هو الشيطان يستخدم أحد أتباعه في ڤيديو لجعل الصليب الذي هزمه هو وجنوده تحت أقدامه، فعلامة الصليب تُرعب لا يقدر على إحتمالها أي عدو ضد أبناء الله، فكُل هذا متوقع حدوثه، فلا ننزعج.

– أخيرًا..
لا يوجد شيء في هذا العالم يقدر أن يجعلنا نتنازل عن تعاليم إيماننا السامية وننجرف وراء كل هذه التطاولات والتجاوزات في حقنا، ومع أننا قادرين أن نرد الإساءة بالإساءة إلا أن تشل حركتنا وتُعجزنا تعاليم المسيح القدوس الذي يهينوه دون أن يفعل لهم شيئا، الذي علمنا أن نُسامح ونغفر لمن يُسيء إلينا ويضطهدنا، فلهذا فلنلتزم بصعوبة هذا التعليم السماوي الذي لا يعرفه أو يقدره أهل العالم، ولا نجعل أحد يفقدنا سلامنا الذي أعطانا إياه مسيحنا القدوس، ولا نتمثل بأخلاق هؤلاء الذي لا تتفق جملة وتفصيلا مع إيماننا بغفران ومحبة وسلام المسيح مخلصنا له كل المجد.

حفظ الله مصر وشعبها من كل شر ومن كل فتنة ❤️
#أبانوب_فوزي


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى