مفكرون

أحمد علام الخولي | ياترى لو أن تلك المغدورة سئلت – بأى ذنب ذبحت – وأنتهكت بعد قتلها فأغتصبت – فلن


ياترى لو أن تلك المغدورة سئلت – بأى ذنب ذبحت – وأنتهكت بعد قتلها فأغتصبت – فلن تجيب سوى بأنها ضحية مجتمع فى جسد المرأة كل عقده قد إنحصرت – وزوجا أراد أن يتزوج بغيرها لتصبح جارية فرفضت – فقرر إذلالها بتلفيق علاقة لها بغيره ليصرخ بعدها خانتنى وشرفى ضاع ورجولتى فقدت !! فالأنثى بمجتمعنا تولد وهي مشكوك في أخلاقها بينما يولد الذكر وهو مشكوك في قدرته على التحكم بغرائزه

وهكذا ومع كل جريمة بشعة ضد المرأة نتأكد تماما أن العفة مصطلح لقمع المرأة وترهيبها والسيطرة والتحكم فيها لا مدحها فلو أن العفة قيمة أخلاقية لكان لها معيارا عند الرجل أيضا ولكن فى ثقافة مجتمعنا مرتبطة فقط بالمرأة لتصنيفها وإخضاعها سلبا ولذلك كان أول تصريح من والد الطفلة إيمان الزوجة الضحية أن زوج إبنته أراد أن يطعن عفة إبنته ولكن الحمد لله أنه لم يستطع وماتت دفاعا عن شرفها هكذا قال الأب المكلوم أيضا للمذيع شريف عامر فهو يحمد الله رغم أن إبنته قد قتلت لكن هو يعلم أن موتها أهون من نجاح زوجها فى تلويث سمعتها وهنا مأساة المرأة فيما يسمى جرائم الشرف فقد تقتل بلا رقيب أو حسيب تحت أى زعم غير مؤكد بالأساس

أما عن هذا الزوج فاقد الشرف الذى قتل الإنسانة التى أمنته على حياتها وخان شرفها وأراد طعن عرضها بدلا من أن يكون سندا وحماية وعونا وشريكا فبدون شك هو إبن المجتمع الذى فى ثقافته الجمعية يرى المرأة متاعا يمتلك وهو نتاج طبيعى للتشريعات والقوانين التي تهتم بأعضاء النساء الجنسية أكثر من إهتمامها بالحقوق وعدالة المعاملة وندية المساواة

ثم أين شرف هذا المجتمع ؟
أين من يطلقون على أى إنسان يحترم زوجته وحق إختيارها لملابسها وعملها بأنه ديوث ؟
أين من يشترطون الحجاب والنقاب لإحترام المرأة ومنحها صك العفة ويعتبرون ذلك معيار إحترام الزوجة وأمانتها وأنها زوجة صالحة فالضحية تتوافر فيها كل ما وضعوه معيارا ومع ذلك قتلت فأين ضجيج رفضهم لتلك الجريمة ؟
أين هم من هذا الشيطان الذى أرسل رجلا أخر لبيته يغتصب زوجته أم إبنه ليصورها ويخضعها بالكذب هى وأهلها وأهله ليطلقها دون أن يعطيها حقها القانونى ثم يتزوج أخرى ؟
أين المجتمع الذى يتجادل للأن حول ضرب المرأة أهو ضربا مبرحا أم بالسواك دون إعتبار لرفض المبدأ من الأساس وليس الكيفية ؟
إن هذا المجتمع الأصم لن يجيب فالمرأة لديه ناقصة عقل و دين وميراث ويعتبرها رهينة لديه فيمنح الرجل حق تطليقها أو الزواج عليها أو لا يمنحها حق الطلاق من الأساس فتظل حبيسة مقيدة ومجتمع يقيد المرأة هو مجتمع ميت وأول حل عملى هو فصل قوانين المرأة عن المؤسسات الدينية ثم منح البنت الثقة والتعليم الجيد وندية المعاملة لتثبت ذاتها رغم أن التجارب أثبتت أن البنت القوية أكثر قدرة على مواجهة مصاعب الحياة والأكثر سندا لوالدها وأسرتها ..لمن يسمع



Ahmed Allaam Elkholy

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى