كتّاب

كُل عام وحضراتكم في ملء البركة والنعمة والسلام بمُناسبة عيد…


كُل عام وحضراتكم في ملء البركة والنعمة والسلام بمُناسبة عيد النيروز ذكرى الشُهداء الأبرار القديسين.

إن الدماء الثمينة جدًا التي سُفكِت وسالت كالأنهار مِن أبنائنا وشُهدائنا الأبرار عَبر كُل العصور والأزمنة كانت أقوى شِهادة ودليل على صدق وقوة وحقيقة إيماننا المسيحي الأقدس، فليس مِن المعقول أبدًا أن يموت إنسان وهو لا يعرف لماذا يموت؟! أو مِن أجل مَن يموت؟! ، فحياة الإنسان ليست هباءً أو رخيصة يُضحَى بها مِن أجل شيء مُبهم أو غير معلوم، فإن دل هذا على شيء فسيدُل على أن هؤلاءِ الشُهداء الشُجعان الأبطال عَرِفوا بالحق مَن الذي يُضطهدون ويُعذبون ويتألمون مِن أجله ويتقدمون بكُل فرحٍ وقوة وثبات كي يموتوا على اسمه القدوس، فنحن نُحبه لأنه أحبنا أولًا، ونُضحي بحياتنا وأرواحنا مِن أجله لأنه هو الذي سبقنا مِن قبل ونحن مدينون له برد هذا الدَين إن جاءت فرصة تستحق ذلك حسب مشيئته الصالحة الحكيمة، فنحن نموت فرحين مُتهللين مِن أجل المسيح لأننا نعرفه جيدًا وهو ليس غريبًا أو بعيدًا عنا، فعرفناه عن قُرب شديد وأختبرناه وأختبرنا قوته ومجده وجبروته وذُوقناه وذُوقنا حلاوته التي تُرخِّص في أعيننا أي شيء مُغري ومُبهِر في هذا العالم وتجعله بلا قيمة بالنسبة لنا، فيا للعجب!! أن يبقى الإيمان المسيحي طيلة هذه القرون على الرغم مِن كُل ما حدث وما يحدُث وما سيحدُث لنا، أنه إيمان بالحق متين وقوي كالصخر لا يتأثر أو يتزعزع مهما جرى له أي شيء، والعجيب أيضًا أننا لم نستخدم السيف أبدًا في نشر رسالة وبشارة خلاص المسيح إلهنا للعالم ولكن أُستُعمِل السيف ضدنا لقتلنا ومُحاربتنا نحن ولكن حدث العكس فبدلًا أن نموت به ويموتُ إيماننا معنا، بموتنا نحن انتشر الإيمان في كُل أرجاء المسكونة، فكُنا نموت كي يعيش الإيمان المسيحي الحق الذي فيه الطريق والحق والحياة والخلاص الذي باسم ربنا ومُخلصنا يسوع المسيح وحده وتصل رسالته في كُل مكان، فكانت دماء الشُهداء بشارة صامتة تُخبر الناس بأنه يموتوا مِن أجل أن يحيوا مع المسيح إلهنا في ملكوته الأبدي الذي أعده لنا، فصدقوني يا أحباء إيماننا المسيحي صادق وأكيد، إيمان حقيقي لا غِش فيه، أتى إلينا محمولًا بالأتعاب والمشقات والآلامات التي يتحملها بشر، فإيماننا غالٍ جدًا علينا ولم ولن نُفرط فيه ولو بسكين على رقابنا، نتذكر دائمًا الشهداء زينة الكنيسة وفخرها ونتذكر عمل الله في حياتهم معهم وبهم وننظر إلى نهاية سيرتهم فنتمثل بإيمانهم، فليُثبتنا الله على النعمة التي نحن فيها إلى النفس الأخير ونلقاه ونقابله بفرح ومجد حسب وعده الصادق لنا.

#أبانوب_فوزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Abanoub Fawzy ابانوب فوزي

شاعر ـ كاتب قبطي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى