توعية وتثقيف

أثناء عملية الوحدة الأمريكية كانت الولايات الريفية الجنوبية…


أثناء عملية الوحدة الأمريكية كانت الولايات الريفية الجنوبية تمارس العبودية، بينما الولايات الشمالية المتقدمة ترفضها. إشترطت ولايات العبودية عدداً من الشروط للإنضمام، كلها تهدف إلى حماية حقوقها فى ممارسة الإستعباد. فاوضت الولايات الحرة قدر ما إستطاعت، وفى النهاية إضطرت لقبول عدد من تلك الشروط كثمن لتحقيق الوحده.

هذه هى الشروط التى نعرفها الآن كنظام يعطى الولايات الريفية (وهي التى كانت مسبقاً ولايات العبوديه مثل چورچيا ولويزيانا وألاباما … إلخ) صوتاً أكبر من وزنها الفعلي فى إختيار الرئيس وتمرير القوانين وتعيين القضاة … إلخ. والآن نرى البعض يتحدثون عن هذا النظام وكأنه مُنزل من العناية الإلهية ولا تجوز مناقشته وهو سبب عظمة أمريكا وتقدمها.

الدستور الذى نشأ عن مفاوضات الوحدة كانت فيه “بلاوى” كثيره. على سبيل المثال – كانت الولايات الحرة ملزمة بالقبض على أي عبد يهرب إليها وإرجاعه إلى سيده فى الولاية التى هرب منها. أي أنه ألزم الأحرار أنفسهم أن يشاركوا فى الجريمة النكراء. لذلك إحتاج ذلك الدستور إلى ٢٧ تعديل أضيفت إليه فيما بعد. لكن هذه التعديلات لم تتخلص من كل الشروط اللا-ديموقراطية التى أصر عليها ورثة النظام الإستعبادى الكريه.

ذكرت فى تعليق سابق أن بعض هذه الولايات القليلة الشأن لها وزن سياسى مكافئ لكاليفورنيا أو نيويورك. وهم يلقنون أولادهم أن هذا الوضع “العبقري” لازم لحماية الولايات الصغيره. حمايتها من مَن؟ ربما مِن الهكسوس مثلاً؟ هم لا يقولون. أما أنا فسأقول: الغرض هو حماية إمتيازات العنصر الأبيض (الذى يسود الولايات الريفية والصغيره) من تأثير المهاجرين والسود الذين تعج بهم الولايات الصناعية الكبيرة. أي أنه فى جوهره تمييز عنصري مقنن.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫5 تعليقات

  1. وبعد تحرير العبيد تم إلقاء القبض عليهم بموجب التعديل 13 للدستور وإلقائهم في السجون كنوع من تكملة مدة العبودية هناك! وبعدها جاء نظام جيم كرو Jim Crow في الجنوب الأميركي ونظام الفصل في المدارس والمواصلات في كل الولايات. وفي كندا قيل إن كندا بريئة من هذه الممارسات وقد مورست فترة طويلة، إلى درجة تفجر أزمة في الخمسينيات فحواها أن مطاعم البيض ترفض تقديم الخدمة للسود. ونسبة السود في السجون الكندية اليوم تبلغ ثلث النزلاء مع أن نسبتهم وسط السكان لا تكاد تبلغ 3%! كل هذا لأن السود بالنسبة للبيض- على امتداد تاريخ من العبودية والفصل العنصري والتمييز العرقي- خطرون مجرمون بالفطرة ويخشى على النساء البيض منهم!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى