كتّاب

قصة عن وجوه الفيوم:…


قصة عن وجوه الفيوم:
وجوه الفيوم هى استمرار لعقيدة الخلود الفرعونية التى ترى أن البعث سيكون بنفس الوجه والجسد، ولكنها تعكس تهاوى قبضة الكهنة الفراعنة على التقاليد من ناحية، وتطور فن التصوير، وسيادة العملة المعدنية التى جعلت من الوجوه المرسومة محققة للهدف من ناحية وارخص كثيرا من الوجوه الذهبية والفضية، وظلت هى الاسلوب الغالب فى الدفن فى القرون الأولى للمسيحية قبل أن تتمكن العقيدة المسيحية من الناس، حتى انتهت على يد البابا “ثيؤوفيليس” (385- 412) الذى قال أن ملكوت المسيح “للأرواح لا للأجساد، وسميت وجوه الفيوم لأن أول نماذجها عثر عليها فى الفيوم، وخاصة وان الفيوم “أرسينوى” كانت اهم مدينة بطلمية بعد الأسكندرية.
المهم، نرجع للقصة إللى عاوز أحكيها، أنا من الأعضاء المؤسسين لجمعية “أصدقاء متحف شادى عبد السلام بمكتبة الأسكندرية”، منذ نحو 15 سنة، وكنا نعمل احتفالية كبيرة فى ذكرى مولد شادى عبد السلام، “شهر مارس” تكون فرصة لعرض أفلامه وأفلام وموضوعات أخرى تتعرض للحضارة المصرية القديمة، وحكت لنا أستاذة الأدب الإنجليزى بآداب الإسكندرية، انها فى النصف الأول من ثلاثينيات القرن العشرين كانت طفلة فى نحو الثامنة تعيش فى فيللا أنيقة بالفيوم أذ كان أبوها مدير صحة الفيوم .. المهم أنها كانت لأنها وحيدة والديها يخشون عليها من الهواء الطاير، وبينما كانت جدتها تعيش معهم، تقول: نفاجأ فى الصباح بولدين صبيين حفاة فقراء يرتدون أسمالا، ويحملون بأيديهم بعض تلك الوجوه، “وجوه الفيوم” اتنين او تلاته ويلحون على أمى الطيبة، والنبى ياست هانم خدى دول وإدينا ريال والنبى ياست هانم خديهم ربنا يخليلك الهانم الصغيرة,, وبينما يبدو أن أمى سيرق قلبها للولدين الفقيرين، تتدخل جدتى الصارمة قائلة وهى تنظر لأمى بغضب: إمشى يا واد انت وهو من هنا، الحاجات دى بتجيب الفقر والشر فى البيت،
ومع إلحاح الأولاد الجوعى وارتفاع صوت جدتى يخرج أبى ليقول لأمى: ولاد غلابة خدى منهم الحاجات اللى معاهم واديهم بريزة.. وتقول الأستاذة: وفى المساء اذا انتابتنى “الكحة” تقول جدتى لأمى: عاجبك كده؟ اهو كل ده من الخشب والمساخيط اللى حاطاهم فى الصندرة
فسألناها: طبعا إنت لسة محتفظة بيهم؟ .. تقول: ولا محتفظة بيهم ولا اعرف راحو فين؟ كنا بننتقل كتير ومن هنا لهنا مانعرفش عنهم حاجة
كان يجلس معنا الدكتور محمد صالح وهو من أهم مديرى المتحف المصرى.. فقال: الوجه من هذه الوجوه إذا كان كاملا واضحا بلا شروخ ولا كشط سعره فى أسواق الآثار فى نيويورك… واحد وعشرين مليون دولار
,,, يسعد أوقاتكم


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى