كتّابمفكرون

“مظاهر لا تعبر عن حقيقة”…


“مظاهر لا تعبر عن حقيقة”

رغم كل مظاهر التديّن، رغم القرآن الكريم الذي يذاع طول الوقت في كل الأماكن، حتى في عيادات الأطباء، والحلاقين، رغم صراع أصوات المؤذّنين في ميكروفانات الجوامع والنوادي مرتين في كل آذان للصلاة، رغم تعطيل الأعمال وتأجيل الخدمات لما بعد أداء الصلاة، رغم دماء الأضاحي التي تغطي أسفلت الشوارع، رغم تمتمات الذكر والدعاء على ألسنة المتمتمين، رغم الافتتاحيات الدينية لكل الخطب والأحاديث واللقاءات، حتي رغم امتناع بعض تجّار (السوبر ماركت) عن بيع السجائر بحجة وجود فتوى بتحريمها.

رغم ورغم ورغم ، إلا أنك لا تجد انعكاسا لهذا التديّن على علاقات ومعاملات المتدينين بينهم وبين بعض أو بينهم وبين الآخرين، بل لقد زادت سوءا على سوء منذ ارتدت مصر الحجاب والنقاب والذقون، وافترشت الطرقات وسدّت الشوارع لإقامة الصلوات.

فالرشوة، والتنطّع والاستيلاء على حقوق الغير لا يردعهم الدين عن ارتكابها، جشع التجارة وغش المنتجات والاحتكار والمبالغة في اسعارها هي تسعة اعشار الرزق وهو إيجاب وقبول بين البائع والمشتري وليس من محددات أخرى تضعونها أنتم يا معشر الدنيويين، الشجار والمشاحنات والتطاول والافتراء متلازمات مع كل ذقن وزبيبة.

أمور كثيرة لا تعد ولا تحصى ولكني اري في التعالي الكاذب غير المبرر أسوأ ما ابتلينا به، تتعالى المنقبات والمحجبات بلباسهن على باقي النساء باعتبار أنهن أفضل ، وهن غير ذلك تماما، ويعلمن ذلك يقينا، ولكنها حجة تماما كحجة البليد، وفرصة للبحث عن سبب كاذب للأفضلية، فلو كان لباسهن تديّنا بحق لرفضن التعالي فهي سمة شيطانية.

وبين الرجال هناك تعال مشابه تفضحه النظرات ودعوات العودة للحق واتباع السنة النبوية من باب النصيحة، بحشريّة ممجوجة لم نعرفها من قبل.

ثم يأتي على رأس ذلك كله الإضطهاد الذي يمارسه متشحي الدين على الآخرين إذا ما اكتسب سلطة أو سطوة، بصور متعددة ومن كل الدرجات حتى لو كانت مقعد في حافلة.

إن ما يحدث ليس دينا، بل هراء اخترعه بعض الناس.
#بالعقل_والهداوة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Sameer Zain-Elabideen سمير زين العابدين

خريج الكلية الحربية فبراير 1969, أعمل حاليا في النظر حولي وأشياء أخري, عقلي هو إمامي ورئيسي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى