مفكرون

سراج حياني | إن الأديان الابراهيمية التي تأخذ طابع توحيدي ينفي وجود الهة مع الله … تقول أن

سراج حياني

إن الأديان الابراهيمية التي تأخذ طابع توحيدي ينفي وجود الهة مع الله … تقول أن الله هو من قام بخلق الشيطان (الذي يمثل بمصدر كل الشرور) وتحيك لك قصة كاملة عن عداء الله مع الشيطان فيريد الطرف الالهي هداية الانسان بينما يريد الطرف الشيطاني اضلالهم لكن محمد لم يفعل في هذه الوظيفة وخلط عمل الشيطان مع عمل الله .. فهذا الشيطان له قدرة تقابل قدرة الله تماما فهو يزن الأعمال السيئة للناس كي يبقوا على ضلالتهم كما قال في القران (وزين لهم الشيطان اعمالهم) والله بالنسبة لمحمد يقوم ايضا بمثل عمل الشيطان حيث يزين الاعمال السيئة للناس كي يبقوا على ضلالتهم كما قال (وزينا لهم اعمالهم) فمحمد صور الله على السباق مع الشيطان على اضلال الناس … لكن في بقية التفاصيل يبقى الشيطان يعمل عكس خطة الله .. ف (الله يدعو الى الجنة) اما الشيطان (فيدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير) … قد يبدو الأمر بالنسبة لك كمؤمن الى حد الآن منطقيا فالله يريد الخير والشيطان يريد للناس الشر والعذاب .. لكن ما هو غير منطقي أن يقوم الله بخلق الشر (الشيطان) وتسليطه على الناس ثم يريدونهم لعمل الخير! ؟؟ فلو صنع أحد ما رجل آلي يقوم بقتل الناس وسرقتهم وخداعهم فهل ستصدق أن هذا الشخص الذي صنع هذا الآلي خير! ؟؟ ويريد الخير ؟؟ لن تصدق ذلك لأن فعله عكس ما يدعي وما يقول !! كذلك الله يصنع الشر ثم يدعي أنه يدعو للخير !؟ من غير المنطقي ان كان الله يدعو للخير أن يسمح للشر بالانتشار مع ان منعه تحت ارادته .. لكن في الاديان السماوية يتم تصوير الشيطان على أنه مخلوق من قبل الله نفسه …. بنفس الوقت يريد اقناعك ان هذا الذي صنع الشر يريد لك الخير؟ ؟ فلم يقعون بهذا التناقض؟

هذا التناقض مرجعه بالاساس لأن ابليس والله في الاديان السماوية مقتبسان من اله الخير واله الشر في الاديان ذات الالهة المتعددة فالالهة المتعددة هي اصل فكرة الاله الواحد وكذلك لن تجد تناقض فسابقا اله الخير في صراع مع اله الشر دائما ويريد القضاء عليه وهذا يتناسب مع وصفه انه اله خير فهو يسعى دائما للقضاء على الشر ... بكل وضوح الانسان البدائي استقى فكرة اله الخير واله الشر من الطبيعة حيث مثل الكوارث والمصائب والامراض والشرور باله الشر والنعم والسعادة والاخصاب والعطاء باله الخير فهذا التصور في الأبعاد الأخيرة من الطبيعة عندما تعتقد فكرة الاله الواحد لم يكن مناسبا اقحام صفات الشر فيه ... وهذا ربما يرجع لكون أن هناك اديان وسطية تجعل هناك الهين (شر وخير) فقط يتصارعان وينتهي الصراع بانتصار اله الخير .. او اله النور .. واندحار اله الظلام .. بعدها ظهرت الاديان التوحيدية التي انزلت اله الشر لمرتبة الشيطان فستجد كل صفاته فيه لكن كون انه لا يوجد الا اله واحد تم تسجيل نقاط صفة اله عنه وحافظ على كل شيء آخر وإلا لا مبرر تجده لصنع الله الخيّر للشر ونشره والسماح له كماهما في صراع !! ... مع أن الله هو من خلق ابليس ويس تطيع القضاء عليه في اي وقت !! اذا لماذا سمح له ولشره بالانتشار اساسا ان كان يستطيع القضاء عليه! ؟؟ الجواب لأن هذا التصور الذي في الاديان السماوية مسروق من فكرة صراع اله الخير مع اله الشر ... ولأن الشرور مستمرة فلابد ان ينطبع في مخيلة الانسان تصويرها فكان ابليس هو الممثل لها في الاديان السماوية ..

إن وضع الاديان تحت سقف المنطق يكشف الكثير عن تشكل معتقداتها .. لكن الايمان بالقصة الدينية بشكل اعمى يغلق هذا الباب ويصبح الامر غير المنطقي منطقا .. والسؤال المنطقي يصبح كفرا وازدراءا ..!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى