كتّاب

عقاب المفطر علنا…


عقاب المفطر علنا
بين النطاعة والتطرف وغياب الإنسانية:
مع هلة الشهر الكريم تزحف علينا فتاوى المتنطعين بضرورة أن تسرع الحكومة بوضع “فتوى عقاب المفطرين علنا” موضع التنفيذ، وهو الأمر الذى لم تعرفه بلادنا على مدى تاريخها الطويل، وإن كانت عرفته بعض البلاد الصحراوية، وقبل أن يفكر بعض دراويش الحكومة بالبحث الجاد فى مثل هذا السخف نحب أن نوضح بعض الأمور
– إذا كان ربنا جل وعلا قد قال: “ومن شاء فليؤمن” (الكهف 29) فإذا كان قد ترك للناس حرية إلإيمان وهو الأصل فهل من المنطقى أن يرفض أن يترك لهم الحق فى أداء فروض فروض هذا الإيمان وهو الفرع
– وهل من المنطقى أن يعاقب المؤمنين حتى ولو قصًروا، ويترك غير المؤمنين أصلا
– – وإذا كان عقاب غير المؤمنين سيكون مؤجلا ليوم الحساب، فلماذا لا نؤمن بأن الحساب على الإيمان والطاعات والفروض كله مؤجل ليوم الحساب؟
– ولماذا لا يؤمن الصائم أن كبح جماح نفسه وشهواته وهو يرى مفطرا مستمتعا بطعامه وشرابه مبررا لزيادة ثوابه وحسناته؟
– وهل يرضى هؤلاء أن يفطر المسلم فى بيته ويملأ بطنه ويشرب شايه وقهوته وسجائره، صباحا قبل ذهابه للعمل وهناك يزعم لزملائه بأنه صائم الحمد لله مخافة الوشاية والعقاب؟
– أما بخصوص الإجراءات:
– فهل ستثقل الحكومة كاهل الشرطة المثقل أصلأ بأعباء مطاردة الناس فى الشوارع والميادين لضبط مدخن أو شارب من سبيل أو فتاة تمضغ لبانا؟
– – أم ستبتدع الحكومة شرطة خاصة على غرار هيئة الأمر بالمعروف البائسة بالسعودية؟
– – وهل يرضى هؤلاء أن يسارع بعض الأطباء المتساهلين بمنح من يطلب شهادة ” بمقابل مادى طبعا” تفيد بأنه مريض ومن حقه أن يفطر؟
– وماذا لو أن تلك الشرطة ضبطت مفطرا بلا بطاقة شخصية وزعم أنه مسيحى مثلا؟ فهل ستتحفظ عليه حتى تبين ديانته؟
– – وماذا لو أن رجلا شعر وهو فى العمل بأنه مرهق فأفطر او شعر بالعطش الشديد فشرب وهو لا يملك تلك الشهادة المرضية؟
– وماذا لو فتاة جائها العذر الشرعى وهى فى الجامعة او فى العمل فأفطرت، كيف توضح لهيئة الأمر بالمعروف حالتها وهى التى قد تخجل من الحديث عنها لأمها؟
– وهل لو عوقب مفطر؟ يحله هذا العقاب من إطعام عشرة مساكين؟ أو الصيام “عدة من أيام أُخر”
– وأخير إلى متى يظل هذا الواغش ينغص علينا حياتنا؟
– ………………………………….
– كل سنة والاصدقاء جميعا بألف خير وسعادة

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى