مفكرون

أحمد حرقان | منذ علقت الإضراب عن الطعام خططت للسباحة إلى أوروبا ، اشتريت ح


منذ علقت الإضراب عن الطعام خططت للسباحة إلى أوروبا ، اشتريت حقيبة كبيرة لا تدخلها الماء كنت آخذ فيها أغراض كل يوم لشهور وأذهب للبحر وأربطها إلى وسطي بحبل وأسبح كيلومترات عديدة للتدرب على المهمة المجنونة.

كان الصيادون يدهشون ويسقط في أيديهم ويتساءلون من أين أتى هذا عندما يرونني بعيد كل البعد عن أي شاطيء وأحياناً كانت المراكب تغير اتجاهها إليّ ويسألني البحارة هل تحتاج شيئاً؟ ّ لم نر هذا من قبل!  من أين أتيت بالتاليً!  أحياناً كانوا يسألونني مازحين هل أنت ذاهب إلى إيطاليا .. كنت أقول في سري ربما.

لكن قسوتي على نفسي في ممارسة السباحة والركض لمدة طويلة وذلك إلى إصابتي في النهاية بخشونة في الركبتين. لن أستطيع فعل هذه الأشياء مرة أخرى. كان الأمل في السباحة إلى جزيرة كريت اليونانية انطلاقاً من مدينة سيدي براني هو الذي يجعلني متماسك بعض الشيء. أعرف أن المسافة تقترب من 400 كيلومتر لذلك خطط لشراء مرتبة بحر ووضعها في الحقيقة وإخراجها ومن ثم نفخها عند التعب والنوم عليها للراحة أثناء الرحلة مع أخذ كمية كافية من الطعام والشراب.

كانت فكرة مجنونة لكني لم أملك غيرها ، وقلت إذا مت في طريقي فأكون قد أرتحت على الأقل ورحمت زوجة لا أريد أن تعيش بقية معلقة هكذا تبكي وتتوجع كل يوم بلا أمل.

والآن زاد حزني لدرجة غير محتملة وأرقد في الفراش معظم الوقت مع آلام شديدة في الركبتين.

على عكس ما كنت أجيب دائمًا عندما أُسأل فأنا منفتح منذ علقت الإضراب على فكرة الهروب من مصر على المساعدة في أوروبا ، لكني لا أعرف طريق المهربين ، ولا أملك المال الذي أدفعه لهم ، ولا أحبهم بماً.

كان هذا هو سري الصغير وقد أفشيته الآن بعد أن أصبح عديم الفائدة.



احمد حرقان | ناشط حقوقي

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى