توعية وتثقيف

زمان كان بواب العمارة يلتقط من السكان الأجانب لغتهم. ولأنه …


زمان كان بواب العمارة يلتقط من السكان الأجانب لغتهم. ولأنه لم يكن مثقلاً بالتناقضات بين الصيغة المنطوقة والصيغة المكتوبه، ولا بمقتضيات قواعد النحو والإملاء، كان كلامه خالياً تقريباً من أية لكنة، وكأنه وُلد فى إنجلترا أو إيطاليا. لكنك كنت تستشف من بعض الغلطات المفتاحية أنه إلتقط اللغة “سماعى” وليس عن طريق القراءة أو الدراسه. كنا نسمى هذا النوع “إنجليزى بوابين” أو “طليانى بوابين”.

من الطريف أننا نجد الآن الكثيرين من المصريين يتحدثون “عربى بوابين”، بمعنى أنهم يتكلمون اللغة بطلاقة وبدون لكنة، لكنهم لا يستطيعون كتابة ما يقولونه. مما ينم عن أنهم تعلموا اللغة “سماعى” وليس عن طريق القراءة والدراسه.

ها هو أحدهم يكتب أنه “زواقة” للفنون. كلمة “زواقه” لا وجود لها فى اللغة العربيه، وهو طبعاً يقصد “ذواقة،” أى أنه شخص لديه الميل والقدرة على التذوق. وها هي مجموعة من المثقفين تكتب إلتماساً للحاكم يقولون فيه إن ما حدث “لا يتلائم” مع كذا وكذا. هم طبعاً يقصدون أن ما حدث لا “يتلاءم” …، (فالهمزة لا تُكتب على نبرة إلا إذا كانت مكسوره.) وهذا هو ما يحدث عندما يتعلم الناس اللغة “سماعى” وليس عن طريق القراءة والتعليم المنظم.

قد يبدو من العبث الحديث عن مثل هذه الأمور بينما البلاد يمزقها الألم والغضب من إضطهاد وملاحقة المفكرين، وسطوة محاكم التفتيش القميئه التى لفظها وأدانها التاريخ فى باقى العالم قبل مئات السنين. وهذا صحيح، وربما هو تعبير عن الإحباط والإحساس بأنه مافيش فايده كما قال الخالد سعد زغلول.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

Farid Matta فريد متا

كاتب ادبي

‫15 تعليقات

  1. I was in Cairo recently and was able to feel the deterioration in the human behavior and most of people are just trying to survive the very harsh economic burdens put on them to build new cities in desert, can you imagine building presidential palace and cabinet in New Saloum near Matrouh to use them maybe 2 to 3 days a year, The least interests to Government are Education and Health , Actually Public hospitals are in a very bad shape like what I have seen in Bangladesh during my evaluation to Biomedical Services in the country, Education now are in Private Centers not schools so what do you expect but complete disaster.

  2. الهمزة مشكلة شائعة لكن يقلقني أكثر كتابة “لهو وأخبرهو” بدلا من له وأخبره” وهذا أصبح خطأ شائعا. أما في النطق فانتشر جدا استبدال الخاء الساكنة بالغين مثل “أغضر، أغبار، ياغدوا” بدلا من أخضر وأخبار ويأخذون. العجيب أن أكثر هؤلاء يقولون “ضخط” بدلا من ضغط!

  3. الأمثلة كثيرة على أن التعليم انهار تمامًا في دول عربية عدة، كقول المصري “بزمتك؟” وهو يقصد “بذمتك؟” وعندما يقول العراقي “أضن” وهو يقصد “أظن” وغير ذلك كثير. إذا كانوا لا يستطيعون كتابة لغتهم فما المرجو منهم بعدها؟ أي تنمية وأي نهضة يمكن أن تخرج من هؤلاء؟!

  4. It is very sad.
    I notice it on Facebook a lot..The real problem when it comes from academically recognized people..how did they get the scores to qualify for the top ranking schools 😂
    The worst is writing Arabic in Latin letters 😂

  5. ليت الحال سيدي على هذا المستوى فلكان هينا، ولكن هناك أخطاء أفدح تنتشر كثيرا على صفحات التواصل منها على سبيل المثال لا الحصر: خاصتا، عامتا، مباشرتا (خاصةً ، عامةً، …)
    طفصيل (تفصيل)
    كلموا (كلمهُ) ، كلمتوا (كلمتَهُ)
    واللهي (واللهِ)
    الدكتوره (الدكتورة)
    زورت (زُرت)
    قبولاتي(قبلاتي)

  6. للأسف يا دكتور أن الامثلة التى ذكرتها سيادتك شائعة فى أوساط خريجى الجامعة و أضيف إلى ما ذكرته سيادتك:
    بعضهم يكتب ” حتى يتثنى لنا” وهو يقصد ” حتى يتسنى لنا ”
    أو يكتب” لعزر طارق ” وهو يقصد ان يكتب” لعذر طارئ ”
    هذا نوع من أمية البعض ايضا الذى تعلم اللغة سماعى ولم يتعود الكتابة، وما خفى كان أعظم لأنهم يكتبون خطا لا يقرأ كنا نسميه فى زماننا عن الخط الرديئ ” نكش فراخ” .
    بارك الله فى علمك وعمرك.

  7. شكرا علي المعلومه استاذي الفاضل وممكن اضيف بأنه بسبب ضعف المنظومه التعليميه وقله الموارد الازمه لتطويرها يكفي الاتجاه لتشغيل مدرسين بالتطوع. فيه طلاب في الجامعه لا يتقينون مبادئ اللغه العربيه

  8. ما تكتبه ليس عبثاً
    بل اننا جميعا يجب ان نشارك في الحرب ضد كلام وسلوكيات ” البـوابين” مع أحترامي للمهنة و ليس السلوك و الألفاظ و التي أُطلق عليها لغة ” الميكروباص و التوكتوك ” في مصر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى