كتّاب

يكرر كتاب الفورن بوليسي منذ مطلع العام التأكيد على أن السعودية خسرت الحرب وبشكل …


يكرر كتاب الفورن بوليسي منذ مطلع العام التأكيد على أن السعودية خسرت الحرب وبشكل نهائي. يضعون الحقيقة على الطاولة: الجبهات المتحالفة مع هادي، وتلك المعادية للحوثيين متقاتلة وتخوض حرباَ ضد بعضها، ولا تبدو السعودية قادرة على حشدها كلها في صف واحد. فضلاً عن قلة وبدائية السلاح المواجه للحوثي.

بالأمس قال ديفيد شينكر إن خطر سقوط مأرب لا يكمن فقط في حقيقة أن السلاح الإيراني المتطور والمعقد سيصل إلى صنعاء، بل في احتمال أن يصل إلى الرياض.
يرى الكاتب أن بمقدور هادي كسب المعركة وإنقاذ مأرب فيما لو حشد كل الطاقة وكل الحلفاء في جبهة واحدة، على أن تقوم السعودية بتزويد المقاومين بالسلاح الكافي. بسقوط مأرب في قبضة الحوثيين فسيكونون قد كسبوا الحرب بشكل نهائي، يعتقد شينكر.
يذهب بعيدا ويتخيل سيناريو شديد الإظلام:
ستضرب إيران حصاراً على السعودية، وقد لا تتوقف هجمات الحوثيين مستقبلاً حتى في حال كسبوا الحرب. إنها، يظن، معركة تخص أميركا في المقام الأول، فذهاب كل اليمن إلى إيران، بالأهمية الاستراتيجية الكبيرة لذلك البلد، سيعني مزيد من الهيمنة والنفوذ الإيراني داخل المجال الحيوي الأميركي في بحر العرب وشرق أفريقيا. يقدم دعوة مجانية إلى أميركا والسعودية من أجل إيقاف ذلك الكابوس الوشيك. ،ويرى، كما زملاؤه في المجلة، أن الحوثيين لن يقبلوا بعروض السلام ذلك أنها تستند إلى القرار 2216 الذي عفى عليه الزمان ولا يعكس موازين القوى، فضلاً عن أنهم لا يرون حوافز داخل كل عروض السلام المتاحة حالياً.

لاحظ أن الحوثيين دفعوا حتى الآن كلفة بشرية باهضة في سعيهم للحصول على مأرب. وأن تلك الكلفة الضخمة التي دفعوها، الدماء والأرواح، جعلتهم أكثر إصراراً على احتلال المدينة.

هادي غير معني بكل هذا. المسخ هادي اختطف كل شيء، ثم اختطف نفسه، ودخل في سرداب أهله وغاب. بالأمس استقبل عبد الملك الحوثي مشائخ عديدين من مديريات مأرب المهزومة، حدثهم، دغدغهم، عفا عنهم، أطلق سراح أبنائهم، وعدهم، وابتسم لهم، وفعل أشياء أخرى. بينما ينتظر رئيس الوزراء زمناً قبل أن يؤذن له من لدن هادي. حرب، انهيار، جوع، مأساة، قرارات أممية، عزلة، والزمن يمضي، وعدو فاشي لا يضع مقاماً لأي قانون، وهادي يفكر كالتالي: سأضع علي محسن نائباً لي عشان أغيض الزبيدي، والمقدشي وزيراً للدفاع عشان أزعل الأحمر، وأمنح الإصلاح عشرة ألف وظيفة وكيل وزارة عشان أقهر الاشتراكي والناصري، وأقسم المؤتمر قسمين، ولو في هاشميين معانا يا ليت عشان أقهر الحوثي. وهكذا أنتج منظومة مدمرة لنفسها، ليست فقط فقيرة إلى كل مستويات الجدارة، بل إلى الشرف أيضاً. وها نحن نخوض حرباً هي الأخطر في حياتنا: بلا شرف، ولا جدارة. يكرر اليمنيون الساسة: الشرعية. وهم يقصدون هادي. إذا كان هادي مثالاً لأي شرعية في الدنيا، أي شرعية، فهذا لا يعني سوى شيء واحد: أن الدنيا غابة.

م.غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى