حقوقيون

وفاء الجوفي | الناس كلها منتظرة تعرف – هي غالية ح تسيب حبيبها مراد


الناس كلها منتظرة تعرف – هي غالية ح تسيب حبيبها مراد
و ترجع لطليقها عبدالله عشان انه صار حبوب و كيوت
بعد حادثة السيارة الاخيرة و فقدانه الذاكرة
و عشان كمان بنتهم الوحيدة صارت متعلقة بابوها
و أفضل انها تتربى بينهم
و هي بالتالي لازم تضحي بسعادتها عشان بنتها !

كثيرين يتوسلوا ل ياسمين عبدالعزيز ب الانستجرام
"أوعي ترجعي لعبدالله ذَا مراد بيحبك اوي "

طبعا اختيار الناس لعبدالله رومانسي جدا
لانهم متعطشين للحب
و ياليت البطل و البطلة في الأخير يرتبطوا
زي كل قصص الحب الي تنتهي بحياة زوجية سعيدة
بس ذَا التعطش الذي لا يرتوي

و السؤال الآن
هو نحن بجد بنحب تاني ليه !
بنحب تاني يعني في حب أولاني و خلص خلاص
و بنحب تاني عشان الحب حالة جميلة و أسمى شيء في الوجود، حالة هي الأرقى و تخلي للحياة طعم و لون
شراكة و تحديات و أهداف
و زي ما قال الشاعر أيمن أبو الشعر :
"نحن لا نهوى حبيبا إنما نهوى الهوى".

عبدالله لما قرر يسيب غالية كان قراره انفرادي
و قال لها بوضوح انا مخنوق منك /و طلقها فعلا
و بعد صدمة السيارة استدرك
انه اصبح في شخص تاني بحياة غالية و في مشروع زواج
فقرر انه يمثل دور فاقد الذاكرة و حسن من اخلاقه مع غالية و مع بنتها و أمها و جدتها و الكل ملاحظ ذَا
والهدف هو انه يكسب تعاطفها معه و يرجعوا لبعض

و في الحقيقة هو ماحبهاش حب حقيقي و صادق
لانه مجرد ما يقولها انه اتخنق منك
معناه انه محبش جوهر ذاتها -روحها و قلبها
و انه فقد شغف الشراكة معاها
لان الحب بعد الزواج تحديات و أهداف مستقبلية مشتركة غير كذا يموت ف بالرغم ان عملهم الاثنين
قريب من بعض الا ان كان هو دايما
مستنكر و متعالي من إبداعاتها كمهندسة ديكور و نحاتة

و فعلا مات حبه في قلبها و خصوصا انه تعنت في الفراق

رغبة عبدالله في ان غالية ترجع له
كان من باب التملك مش اكثر
و ان دي حقي و مش ممكن تكون مع حد تاني غيري
صورة نمطية للرجل الشرقي
متناسي ان من حقها تحب و ترتبط بشخص اخر

المثير في الامر ان مراد كمان مش فارق كثير في ذكوريته عن عبدالله – مراد غيور و متحكم و سلطوي
بس المهم الى اَي مدى غالية بتقدم تنازلات
غالية حبت مراد و كان دايما الخوف مرافق لها
انها تواجه مصير زي مصيرها السابق
و مراد دايما يطمنها

و ذَا بيبين ان الحب بينهم في اوله لسه ما دخلش امتحان عشان يتقاربوا بالآراء والسلوك و جهات النظر
أو بينفصلوا من اول معترك في الحياة
لكن الإعجاب غلاب و كان الي بيردهم لبعض
بإيعازات الأصدقاء مش بقناعاتهم هم ببعض
و ذَا شكل فارغ في العلاقة
و زعلانة اني ضيعت وقت عشان اكتب فيه الكلام ذَا

توقعاتي للسيناريو
اعتقد ان غالية ترفض كذب طليقها في فقدان الذاكرة
و تتمسك بحبها لمراد و هو كذلك رغم رفض أهله لها لانه مش اول رجل في حياتها و عندها بنت
و عبدالله بيتقبل فكرة الخسران و يتحمل مسؤولية قراره بتطليق غالية لان قرار الزواج و الطلاق مش لعبة
لانه ماكانش مجرد هدم للشراكة الزوجية
إنما هدم لثقتها به و مشاعرها تجاهه
و في الأخير يتقبل فكرة انها مش له

و ماننساش ان الي كتب القصة رجل
و ممكن جدا تكون النهاية ذكورية بامتياز
بداعي انه ندم و ان احنا اسرة في بعضينا
و البنت لازم تتربى بين ابوها و أمها

الدراما الحقيقة في هذا الموضوع – و الي اعتقد ان المؤلف عمرو ياسين لن يتطرق لها في المسلسل لانه كيوت – هو حق الزوج في أخذ الحضانة من الام اذا ما رغبت هي الزواج برجل اخر و كثيرا ما يستخدم الرجال هذه العلة القانونية الشرعية
للضغط على المرأة الا تتزوج
مراهنين على عاطفة الأمومة و عدم التنازل عنها
في سبيل زيجة اخرى

في الأخير مافيش حاجة اسمها في راجل بينور الست و راجل بيطفيها – لان المرأة مش لمبة – و لا تحترق
في حاجة اسمها حب لجوهر ذاتك بلا عقد و تحكمات فارغة و الانسان الغيور هو فاقد ثقته بنفسه و بالآخر
و خوفه يتحكم به – و الغيرة بتفقد الحب جماله .



وفاء الجوفي | ناشطة حقوقية وسياسية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى