مفكرون

المفكّر سيد القمني: سأنتصر على من يكفرونني حتماً!…


المفكّر سيد القمني: سأنتصر على من يكفرونني حتماً!
GMT 1:15:00 2009 الأحد 6 سبتمبر الجريدة الكويتية
________________________________________
القاهرة – محمد فتوح

فتحت الجائزة التقديرية في العلوم الاجتماعية أبواب التكفير على المفكر والكاتب سيد القمني مجدداً، وتأججت على إثرها معركة حامية بين التيارين العلماني والإسلامي.
في حواره مع «الجريدة» أكّد القمني أن «المعركة معه ستكون قاسية، لأنها معركة وجود»، وكشف عن حقيقة فهمه الإسلام وطقوسه في شهر رمضان الفضيل.
كيف تمضي يومك في رمضان؟
رمضان إجازتي السنوية، أتفرغ فيها للقراءة والعبادة ولا أكتب أبداً، فمشاكلي الصحية تمنعني من ممارسة أي نشاط قبل الإفطار. على رغم إصابتي بجلطة في الدماغ أواظب على الصيام من باب الحرص على المشاركة الاجتماعية، فرمضان شهر فضيل وإن لم تشعر به تبدو بعيداً عن بيئتك.
بعد آذان العشاء، أصعد إلى سطح المنزل ومعي سجادتي، فأصلي وأناجي الله وأبثّ له شكواي قائلاً: «يارب مدّ لي يدك أنا عبد صالح وأنت تعلم».
ماذا عن العادات الأسرية والعائلية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل؟
ورثت عادات كثيرة عن أبي. أرتدي طاقيته البيضاء طوال الشهر، أقرأ القرآن، وأحرص على تناول الإفطار مع أولادي وأقاربنا في مصر أول يوم رمضان، فأتخلّص من التوتر. قديماً كنا نعيش حالة من الشفافية أسترجعها كل رمضان حينما أختلي بنفسي.
لم يعد الداعية يوسف البدري متصدراً مشهد العراك معك وحده، كم جهة تحاربك؟
حوالي 12 أو 13 جهة من الولايات المتحدة إلى مصر، وبالتأكيد سيجدون شيئاً سلبياً في حياتي فلست ملاكاً أو نبياً.
لماذا هذا الهجوم كله عليك؟
ليس للدفاع عن الإسلام، بل لتحطيمي. لو كانت أفكاري تافهة كما يدّعون فلمَ لا يدعونني أموت وحدي، فالتافه يموت من دون محاربته. يدلّ حشدهم الأكاذيب ضدي على أنني أزعجهم جداً، وأنا في الحقيقة أنام سعيد البال عندما أقوم بذلك، فكلما زاد هجومهم عليّ شعرت بقوتي أكثر.
ماذا عن خطوتك المقبلة للدفاع عن نفسك؟
كشفت الجهات التي تهاجمني أوراقها كلها، وآخرها تشكيكها في حصولي على شهادة الدكتوراه، وهذا غباء منها في الحرب، لأنها تتبع سياسة التهييج العشوائي بعيداً عن الاستراتيجيات، أما أنا فسألجأ إلى القضاء وأتقدّم بدعوى تزوير وتحريض على القتل، ونشر نصوص مزيّفة في وسائل الإعلام وإلصاقها بي.
أنصفني قضاء مصر سابقاً، وأعتقد أنه سيعطيني حقي هذه المرة، لذا أنا مقتول لا محالة.
بالنسبة إلى الدكتوراه، لم يأت التشكيك من الإسلاميين، بل من الدكتور قاسم عبده قاسم؟
نلت شهادة الدكتوراه بالمراسلة أثناء إقامتي في الكويت عن طريق المندوب فهيم مصطفى. تناولت الأطروحة دور الأحزاب السياسية والاجتماعية في نشوء عقيدة الخلود في مصر القديمة. أشرف على الجانب التاريخي فيها د. عبد الحميد زايد (رحمه الله) لمدة سنة، فيما اهتم د. حسن شحاتة بالجانب الاجتماعي، أمّا المنهج فأشرف عليه د. فؤاد ذكريا ومعي رسالة منه بخط يده. عموماً، كتبي تعطيني مائة دكتوراه.
لماذا لم ترد على الاتهامات التي تكفرك؟
كل ما قرأته من ردود على أبحاثي العلمية هراء، لا سيما أن تلك الاتهامات لم تصدر عن كتّاب أو باحثين. هؤلاء لم يكتبوا بحثاً علمياً حول أفكاري، بل تصيّدوا لي الأخطاء.
أدرس التاريخ الإسلامي لأنه المجتمع والعادات والتقاليد وهو بحثي الاجتماعي – الفلسفي، إنما الدين في حد ذاته كعقيدة فليس موضوعاً بالنسبة إلي. أغضبت كثيرين لأنني كشفت أن أولئك الذين كنّا نقدسهم ونسميهم «السلف» كانوا مثلنا تماماً بعيدين عن القداسة. نعود إلى عقيدة التوحيد الصحيحة التي لا تقدس البشر فيعود الإسلام إلى بكارته الأولى، حيث لا كهنة بيننا وبين الله.
اليوم، ينصّب الشيوخ أنفسهم كهنة، فيدخلوننا النار أو الجنة كأنهم بدائل شفعاء مكة الذين رفضهم الإسلام. أنا موحد بالله لذلك أقول للمسلمين: «لا سيدنا ولا مولانا غير الله تبارك وتعالى»، مع تنزيه أنبيائه لأنهم كانوا حملة الرسالة المقدسة.
إلى أي مدى ساهم كتابك «الحزب الهاشمي» في انتقادك؟
كل ما نُسب إليّ غير موجود في الكتاب، وقد طبعت أفكاري من صفحات الكتاب وأخرجتها على الملأ. يقولون: «قال سيد القمني»، ثم ينسبون كلاماً إليّ بين علامتي تنصيص.
لماذا لم تتنازل عن الجائزة التقديرية في العلوم الاجتماعية التي نلتها أخيراً كي تتوخّى المشاكل، هل أنت بحاجة إليها مادياً؟
تنازلي عنها يعني هزيمتي، إضافة إلى أن القضية تحوّلت من خلاف على جائزة إلى معركة على قيم معنوية وأدبية، فالجائزة ليست لي وحدي إنما للمفكرين الليبراليين والعلمانيين العرب كلهم.
متى تتراجع عن أفكارك؟
لن أتراجع عن أفكاري إلا إذا وجدت أنها خاطئة. كنت يوماً ما ماركسياً، ثم علمانياً ملحداً، فتركت كتبي التي أصدرتها آنذاك، إذ لا بد من أن يمشي القارئ مع الكاتب في رحلته خطوة خطوة. اليوم، لم يعد لدي ما أخاف من خسارته لأن البعض «لوّثني» في نظر رجل الشارع وهو أهم من المثقف بالنسبة إلي.
هل من مؤلفات تصدرها قريباً؟
أصدر قريباً «لماذا أنا علماني» لإيضاح معنى العلمانية التي يتهمونها بالكفر، وما زلت بصدد اختيار دار النشر المناسبة لطباعته. كذلك أعدّ كتاباً آخر بعنوان «إنقاذ الإسلام من براثن المتأسلمين»، وسأجمع كل ما مررت به في معركتي الأخيرة وحيثيات تهديدي بالقتل في كتاب.


يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى