كتّاب

تنويه:…


تنويه:
ـــــــ

لا أحب دور الكاتب الاستشهادي، ولا المناضل. فقط أود أن ألفت عنايتكم إلى أن هناك لغة عنيفة تجري كتعليقات في عدد كبير من الصفحات حول ما كتبته بخصوص صراعات المسلمين التاريخية. توجد أيضاً تعليقات في صفحتي شبيهة، وهذا الفجر قرأت تعليقات على شاكلة “كم أنا متشوق لرؤية دمك” إلخ.
وهذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة. الرسائل التي تصلني أيضاً ليست أقل عنفاً. رسائل جنسية ودينية وذات طبيعة سياسية .. إلخ تعليقاً على ما كتبته.
بصرف النظر عن كل ذلك، يبقى أمر مركزي:
لي موقفي من الأخلاق، الأديان، التاريخ، والصراعات .. وسأستمر، من وقت لآخر، في التعبير عن موقفي. لو وقفوا كلهم على كعب رجل واحدة لن أتردد في التعبير عن ما أعتقد أنه “صحيح” علمياً، ولائق معرفياً. بعد فترة تزيد أو تقل سنكون كلنا قد صرنا في عداد الموتى، ومن الأفضل أن نكون قد قلنا كل الأشياء التي تدور في أعماقنا، في مداراتنا الداخلية الباردة والحارة. فلا توجد بعد الموت أمنيات.

علمياً لا يمكن القول: الإصلاحيون، أو المتدينون هم من يشكلون العمود الفقري لتلك الشرطة المتوحشة والضالة، الشرطة التائهة هنا في الفيس بوك وفي الحياة العامة.

هي، بطريقة ما، الإيديولوجيا الشعبية، أو طغيان العامة. طغيان العامة هنا تشير إلى معنى غير أفلاطوني، فقد استخدم أفلاطون ذلك التعبير للإشارة إلى الديموقراطية. هنا:نعني بطغيان العامة ممارسة رقابة صارمة على كل ما يهدد استقرار الإيديولوجيا الشعبية.
أي: نظام العقائد والأخلاق والانفعالات العامة، المتواطأ عليها منذ زمن.
فهناك رسائل شتمت أمي لأني ذكرت اسم “عائشة” مجرداً من التمجيد.

قلتُ إن الذين هاجموني بعنف، وبسخرية حادة وصلت حد التفاهة متناهية الصغر، جهلة. وذلك وصف علمي. لا أرى من داع للاعتذار عن وصف مواطن عنيف، وشارد، يناقش موضوعاً ثقافياً أو علمياً عبر خزان من الوعيد والسباب بأنه جاهل. كل ما في الأمر، بالمعنى العلمي العملي أن ذلك الشخص جاهل بالموضوع الذي يدافع عنه. إذ يكفي، علمياً، أن تقوم أن ما ذهب إليه الكاتب لم يكن دقيقاً ولا منطقياً للملاحظات التالية. وحيثُ لم يكن ذلك هو الأسلوب الذي تتبعه في النقاش فإن الإحالة الأولى، والتي تجري آلياً، تضعك في درجة جاهل بالموضوع. أي: تمنحك الدرجة صفر، وتتسبب في طردك من الفصل الدراسي.
هذه أبجديات حضارتنا المعاصرة.

أدرك أيضاً أن ازدراء الأديان موضوع مجرم قانوناً، وذلك أمر أعيه جيداً.
عندما تأكدوا أني لم أسئ إلى عائشة فتحوا نيرانهم علي لأني لم أبجلها كما ينبغي.
علمياً لا أستطيع أن أفهم ذلك، ولا ما معنى أن ذكر الاسماء دون تبجيل ينظر إليه كإهانة للأديان.
هناك من اعتبر الإشارة إلى زمن النبي محمد بوصفه “زمناً سحيقاً” من قبيل إهانة الدين. فعلوا معي من قبل الشيء ذاته عندما وصفت عالم اللاهوت الزنداني بالكهل. نظر إلى كلمة الكهل بوصفها إهانة عميقة لرجل أفنى عمره في خدمة الدين، أي صار كهلاً!

لكن

ما هو أكثر إثارة وتشويقاً فقد اعتبر وصفي للشروح الدينية المصاحبة للدين والموازية له، والتي أهانت جوهره وبددت قيمته الحضارية وصنعت منه حفلة زار، بأنها مدونات تاريخية” قدحاً في الدين والقرآن نفسه، أي إهانة للرب في ملكوته، واستفزازاً.

قلتُ إن مدونات ذلك الزمن، وتحديداً السير والأحاديث، قالت إن القمر انفلق إلى نصفين، واحد جلس على الجبل وواحد خلفه.

تلك التفاهات التي تجعل العالم يقهقه حتى يفقد وعيه، إذ كيف يجلس جرم سماوي عظيم مثل القمر .. على جبل!

يجادلون: إنها إهانة للقرآن.

لكن القرآن لم يقل:
إن القمر نزل على الجبل.

قال إنه انشق، ولم يضع تفسيراً لذلك. كل التفسيرات التاريخية التي شرحت الآية على نحو يتصادم مع العلم ويشكك في معقولية النص القرآني وقيمته، ومصدريته، هي نصوص تسيء للقرآن وتتسبب في إهانته، وتقوض فكرة المصدر السماوي للقرآن.
بينما يقتضي الإيمان الدقيق والعلمي، فيما لو وصح أن هنالك إيماناً علمياً، أن يقول المؤمن:
أؤمن بما قال الإله، ولعله يقصد أشياء لا أفهمها.
بذلك تحفظ إيمانك، ولا تقدم شروحاً فلوكلورية تصدم العالم، وتبرزك للعالم عارياً وأحمق.

فيما سوى ذلك، وما يخص موقفي من التاريخ وصراعاته فهو أمر سأواصل الكتابة عنه بالطريقة التي أراها. ولا يملك أحد الحق في أن يمنعني من الكتابة، كما لا يملك أحد الحق في أن يقاتلني بينما أنا أمارس حقي الطبيعي في القول، في التعبير، في الوجود، في أن أتصور الحياة على نحو مختلف، وفي أن أستنتج خارج الصندوق، وأن أضع لداري سقفاً وخشباً من غير سوق القرية..

ونهاركم سعيد..

م. غ.

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫29 تعليقات

  1. لن نهاجمك ولن نرد عليك , كل ما سافعله انا شخصيا انني ندمت كثيرا لطلب صداقتك , وسألغيها كأقل واجب اسديه الى نفسي,,, لا احد يريدك ان تكتب الا ما انت مقتنع به , لكن ايضا انا شخصيا اصبحت مقتنعا ان هناك ما نتشاركه من افكارك لكن ما لا نتشاركه للاسف لا يتعلق برأي او وجهة نظر , يتعلق بموضوع الحياة الاخرة , الجنة والنار ’ وهذا الموضوع بالذات لا ارى انني استطيع تقبل وجهة النظر فيه , لذا اظطررت الى الغاء صداقتي ,

  2. يعني: حين يقال لك: يا حمار.
    ينبغي -حسب فلسفتك- أن ترد: هذا غير صحيح ياصديقي والدليل أن الحمار ينهق وأنا أتكلم…
    أنت تتناول رموز الأمة بطريقة مهينة لنفسك قبل غيرك.

  3. التهديد والوعيد والسب والاساءة كل هذا لايخدم الفكرة أو التحليل بشيء دعهم خلفف ظهرك واكتب ما ترأه أنت .. عليهم بالنقد ان رأؤو نقد وليس سب وشتم لان هذا لايندرج ضمن الحريات في التعبير

  4. عجباً ممن ينخر في قداسة الماضي حسب زعمه ثم يأتي بأرسطو وأفلاطون ويعوق ويغوث ونسرا ليعرضهم على أنهم مجدووا القرن الحادي والعشرون!!
    تناقض : .

  5. ليس لآي أحد محاسبة شخص اخر على اقواله او تصرفاته إلا الابوبين ومادون دلك تعتبر نصيحة غير مشروطة ولا تحت أي قارعة من التهديد والوعيد.. والمسألة ببساطة كل شخص سيحاسب لوحده .. وكل واحد يكتب ماشاء ويقول مايشاء ويفعل مايشاء في اطار حريته التي لا تتنافي مع حرية الاخرين … مشلكتنا العربية أن بعض الناس يرون نفسهم أنهم منزهون خاليون من العيوب وانهم هم من يحمي الدين ولولاهم لما كان … وهده هي المعضلة الكبري … وماجاءكم من شر…صلوا على رسول الله … مودتي Marwan Al-Ghafory

  6. في التاريخ امور غير جيدة لكن هناك من يسوءه أن تصف أمرا سيئا بالسيء.. هناك بؤس دائما، لكن أخطره ما يتصل بالعقل.. عزيزي مروان لا عليك، استمر.. لا شيء أعظم من أن تكون انت..

  7. يا م . غ

    إكِتب ما تريد
    وعَبِر كما تحب
    تحدث عن الماضي بطريقتك
    وتكلم عن الدين بعقليتك
    أنت حُر بكل هذا

    ولكن

    نحنُ أيضاً سنتحدث كما تتحدث ولكن بطريقتنا
    سننتقدك ولنا الحُريه بإختيار الكلمات اللتي تُليق بك .

    كُن رجلاً لنفسك
    ولا تكنُ عبداً لعقليتك الغربيه.

    #Ibrahim_almajedi

  8. لك الحق في الكتابة بما تراه وبالطريقة التي تراها ، ولنا الحق نقد تلك الكتابات بالطريقة التي نراها!
    المهم في ذلك ان يكون في حدود الأدب!
    ام المؤمنيين عائشة رضي الله عنها وأرضاها شي مقدس بالنسبة لنا لانها زوجة الحبيب المصطفى صلوات الله عليه ، وذكرك لها فقط باسمها لا ينقص منها شي إنما يُبين نقصك انت وحبك لنفسك وتعاليك اللامحدود!!

    وتبقى لدي إنسان رائع بكتاباتك

  9. كالعادة كتاباتك تُحدث ضجيجاً لدى الجميع وهو بالمناسبة شيئ صحي، أتمنى أن لا يتحول الأمر إلى مهاترات وحساسيات ..لك الحق عزيزي مروان أن تكتب ماتريد وكيفما تريد وبالطريقة التي تريد ولك جمهورك العريض والذي لا يمكن لاحد أن يتجاهله،وللآخر أيٍ كان أن يدون ملاحظاته وتعليقاته حول ماتكتب وفق رؤيته هو ،شريطة عدم التجريح والإساءة والشتم من الجميع ،عندها سنكون مؤمنين بحق الرأي والرأي الآخر وحق التعبير،غير ذلك سيكون مجرد عبث لافائدة منه…مودتي للجميع

  10. اقلك اسمع و اضحك
    واحد اتصل پي من اليمن الصبح
    يقول لي : يا دكتور
    مروان الغفوري عندك ب مصر
    قلت له لا بالمانيا
    قال ليته عندك كنت شاطلب منك تروح تعمل له ملطام
    قلت له ليتنا باليمن شعمل لك اربع ملاطيم
    ههههههههههههههه

  11. وفقك الله يا عزيزي مروان الغفوري ، انا لست مع الذين يهددون او يشتمون ويهينون ، والعياذ بالله ، لكنني مع مناقشة موضع بعض الكلمات التي ليست من الضرورة ان تنطقها في مواضيعك الشيقة والتي تثير الاراء ، فهناك كلمات كثيرة تليق بفكرك النير وقلمك الفصيح ، ولا ارى داعي لذكر كلمات تثير العصبية والفرقة والكره وخلافه ، نحن في امس الحاجة لكلماتك التي ترص الصفوف خلفها خاصة من المتنورين والمعجبين بقلمك وهم كثر ، تقبل خالص تحياتي واحترامي الشديدين لانك الغيور المثقف فهل ممكن ان تكون الفصيح الاديب الرزين .

  12. اؤمن بما قاله الاله ولعله يقصد اشياء لا افهمها ..اعجبتنا هذه العبارة .. استمر ايها المبدع كما انت فلعلهم يؤمنون بما تكتب لكنهم ينكرونه لأنهم لم يفهموه …

  13. انشقاق القمر معجزة وليست علما فهي خارقة للعادة لا يستطيع العلم ان يحيط بها
    كخروج الناقة من الصخرة للنبي صالح
    وكإنفلاق البحر لموسى
    وكإحياء الموتى لعيسى وإلى اخره. …
    كونك تدلي برأيك في تفسير المعنى فلك ذلك بشروط المفسرين والمؤولين المعروفة
    1.ي

  14. فقط هو فرار العوام من عدم قدرتهم على تشغيل عقولهم للتفكير فيختبئ الجميع وراء حزمة من المسلمات التي يتعاملون معها كمقدسات ويمضون حياتهم متخندقين في متارس للدفاع عنها ويعتبرون تلك هي مهمتهم الأزلية

  15. الخلاصه لمن يفهم: “كل التفسيرات التاريخية التي شرحت الآية على نحو يتصادم مع العلم ويشكك في معقولية النص القرآني وقيمته، ومصدريته، هي نصوص تسيء للقرآن وتتسبب في إهانته، وتقوض فكرة المصدر السماوي للقرآن.
    بينما يقتضي الإيمان الدقيق والعلمي، فيما لو وصح أن هنالك إيماناً علمياً، أن يقول المؤمن:
    أؤمن بما قال الإله، ولعله يقصد أشياء لا أفهمها.
    بذلك تحفظ إيمانك، ولا تقدم شروحاً فلوكلورية تصدم العالم، وتبرزك للعالم عارياً وأحمق.” شكرا دكتور مروان

  16. انت يا دكتور في غنى عن كل هذا انت صاحب رسالة فلتؤدها ومسئوليتك ان تحافظ على الاخرين محبيك ومتابعيك حتى وان كان يصعب عليهم الفهم وما دام ان هناك فهما آخر فمن الواجب على صاحب الفهم المختلف ان يصحح سوء فهم الآخرين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى