مفكرون

حامد عبدالصمد | كلمة معجزة كلمة سخيفة جداً حين نربطها بقدرة الله. مين عايز يعجِّز مين؟ اللي خلق

حامد عبدالصمد

كلمة معجزة كلمة سخيفة جداً حين نربطها بقدرة الله. مين عايز يعجِّز مين؟ اللي خلق الخلق عايز يعجِّز خلقه ويوريهم ان قدرته كبيرة ويقدر يحول العصا لحية أويحط إيده في جيبه ويطلعها منورة زي ديفيد كوبرفيلد؟ أو رسوله عايز معجزة عشان يثبت للي بيدعوهم لدينه انه جاي من عند ربنا لأنه ما عند بوش حجج منطقية ولا مبادئ تخليهم يؤمنوا بيه؟ يعني ايه إيمان أصلاً؟
هل الإيمان يأتي بالاقناع أو بالإبهار ، أم بالتوق والبحث والمعرفة؟ أليس الإيمان نداء لا يسمعه أحد غيرنا؟ نداء يأخذنا إلى داخلنا لا إلى الخارج. ألسنا نحن المصيبة والمصاب؟ ألسنا نحن السؤال ونحن الإجابة؟
أتعاطف جداً مع بشر يصدقون معجزات لم تحدث وينتظرون معجزة لن تحدث ، بينما هم غافلون عن المعجزة الوحيدة التي تحدث الآن: الحياة. هذا الشلال من الأنفاس والمشاعر والأفكار الذي يتدفق بداخلنا هو بوصلتنا إلى المعرفة. شلال يجذبنا إلى أعماقنا ويرينا ما بداخلنا من هشاشة وعظمة وحماقة وحكمة. لكننا لا نقوى على مواجهة ما بداخلنا فنلقيه خارجنا ونسميه “حياة”. نسمي حكمتنا “الله” وننتظر منه إشارة ، ونسمي حماقتنا “الشيطان” ونستعيذ بالله منه. نستعيذ بأنفسنا من أنفسنا لأننا نخاف نفسكنا .. نخاف ازدواجيتنا .. نشعر بالتخبط وعدم الأمان لأننا فقدنا البوصلة.
حياة كل واحد منا هي أداته الوحيدة لفهم الكون. الهروب من هذه الحياة يجعلنا فريسة سهلة للصراعات والخرافات والمعجزات المزعومة والأحلام المؤجلة!
لا شيء يجعلنا نفهم أنفسنا ونتقبلها كما هي إلا الحب لأنه ينهي حالة الإزدواجية والخوف من الذات. والحب مثل الإيمان لا يحتاج إلى إقناع أو إبهار. إنه توقٌ يتعرف على ذاته في الحبيب فيلبّي النداء …

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى