مفكرون

حسين الوادعي | موسم منح جائزة نوبل للآداب يتحول عربيا إلى موسم الهجوم على

موسم منح جائزة نوبل للآداب يتحول عربيا إلى موسم الهجوم على ادونيس.
أما سبب الهجوم فهو أنه مرشح طويل الأمد للجائزة. ورغم أن هذه ايجابية تدل على أهمية الشخصية، إلا أن ثقافة "الردح" العربية تحولها إلى موضوع سخرية.
جاء الربيع العربي لينقل الأحكام البوليسية إلى الساحة الأدبية.
فبعد ان كان الجلاد الرسمي يقسم الناس الى مواطنين وخونة، صار الجلاد الثوري القادم من ساحات الربيع الجريحة يقسم الناس إلى ثوار وفلول.
الثائر هو المردد الببغائي لشعارات الربيع حول سقوط النظام، وكأن سبع سنوات لم تمر ولم تنسف أوهام الرومنسية الثورية. أما الفلول أو الشبيح فهو كل من انتقد أخطاء الربيع وأخطاء النظام وحاول الخروج برؤية أكثر واقعية.
في كل موسم نوبلي يجري مهاجمة أدونيس أدبيا بحجة أنه ليس مبدعا، وسياسيا بحجة أنه مع النظام. وكل سنة يتم تلفيق تهم جديدة مثل مدح الوهابية ومساندة الخمينية ومساندة الأسد، وكلها تهم تسقط أمام أبسط قراءة لنتاج ادونيس.
ربما لن يفوز ادونيس بالجائزة لانها محكومة بتوازنات سياسية وعرقية وجندرية. لكنه يستحقها عن جدارة لأنه ابدع في ثلاث مجالات شكل فيها قطيعة مع السائد العربي:
*أبدع في مجال النقد، وأسس لشعرية عربية جديدة لا زالت فاعلة حتى اليوم،
* وقدم أبداعا شعريا مميزا يضعه في مصاف كبار الشعر في القرن العشرين،
* وقدم نقدا فكريا للدين والتراث العربي في مشروعه "الثابت والمتحول" الذي اعتبره بنفس أهمية نقد العقل العربي للجابري.
لم يهاجم ادونيس الربيع العربي ، بل أيده وكتب عنه برومنسية مفرطة في البداية، ثم عاد وانتقد السيطرة الاـ///ــلاموية على الربيع وكون منه موقفا نقديا اثبتت الأيام صحته.
وكان ادونيس أول من انتقد الخمينية بعد شهر واحد فقط، بعد ان كتب مقالا قصيرا كان يتأمل فيه ان تشكل تاريخا جديدا للثورة، بينما ظل كبار المثقفين العرب والغربيين يتغزلون في الخمينية وفظائعها دون مراجعة.
ادونيس كبير شعرا ونقدا وفكرا…. هو ادونيس مع الجائزة او دونها، ومع أوهام الرومنسية الثورة أو ضدها. إنه كاتب ومفكر خارج القبائل الأدبية العربية..وخارج الدين والتقاليد.
ولعل هذا سبب الهجوم الموسمي عليه كل عام.. الهجوم ليس النقد.. بانتظار نقد حقيقي لادونيس..

على تويتر
[elementor-template id=”108″]

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى