حقوقيون

رب صدفٍ خيرٌ من ألف ميعاد


رب صدفٍ خيرٌ من ألف ميعاد

على غير العادة مذ بدأت الحرب، خرجت لأتسكع في كافة أزقة، وحواري العاصمة التي باتت أشبه بمدينة أشباح. مدينةً كانت مليئة بالحياة، والفرح، والفن، واغاني السمه، والأخفش، وأيوب التي كانت تصدح بالحب في كل الأرجاء.. أصبحت اليوم تكسوها الغبره، والوجوم من على شواهد وجوه الماره.
اقتربت من الحي الأثيوبي، فوجدتني، والقينا بنفسينا في مقهى حنا، التي لا يسطع إن يهجره من دخلها ابدا.
استقبلتنا حنا ببتسامتها الساحره المعتاده، تلك الجميلة لا تربك، او تخجل احد، تعانقك بلطف برسمة جمال الإبتسامه، ورقة الحفاوة والترحيب. تمامًا لكأنك في دولةٍ اخرى، لا وسط العاصمة التي تحرم الحياة، والألوان، والإختلاط، وينظر للجنسين ما إن يجتمعا بعين الشك والريبة!
ارتشفنا القهوة، وتبادلنا أطراف الحديث، وتذكرنا انتصار الحمادي وزميلاتها وما يتعرضن له. وتواعدنا على لقاء قريب برئيس الجالية الأثيوبية. الذي لم اسطع لقائه مذ سنتين عجاف من سجن الفتيات القسري والتعسفي!

القهوة كانت لذيذة جدًا، لولا مرارة الذكرى، والألم والوجع الذي اختلجنا.

المقهى خالٍ الا من شابات سمراوتٍ ثلاث، كل واحدٍ منهن أجمل من الأخرى. لم يكفن عن رمقنا بلطف، وابتسامة جمييلة.
ما ألطف هذا الشعب!
الأثيوبين من أنقى الشعوب.
كنت أتشاجر مع رفاقي منهم عن مملكة سبأ، وحربها مع امبراطورية اكسوم.

أحب هذا الشعب، وأحب أصدقائي، وصديقاتي منهم.
أنقاء، صادقين، عفويين.. لا خداع، ولا كذب، ولا تملق، ورياء..

في المجمل كان لقاء جميل. وأتمنى أن يتمخض على خير.

#للذكرى
#من_صنعاء_هنا_أديس_بابا

لؤي العزعزي

يمكنك دعم الموقع من هنا
مؤسسة ندى لحماية الفتيات

‫5 تعليقات

  1. منشورك ملئ بالألم دمعت عيوني وانا اقرأ أحب صنعاء أعشقها واعشق أهلها ،فيها اشعر بالانتماء لوطن فاقدنا كل شي يدل عليه ،اصبحت بنسبة لي شبح أخاف أن آتي إليها بعد مااسمع بما يفعل بنساء فيها ،كتبت ابنتي هاجر كلمات في حب صنعاء وعدن وتعز اهديك تلك الكلمات
    حدثني عن صنعاء كيف بدت كيف إرتمت على قارعة الطريقِ وإلتوت
    حديثني عن عدن ومابِها من شتاتٍ وفتنَ
    حدثتي عن تعز كيف دُمرت واضحت روحًا بِلا جسد
    حدثني عن حديدتنا كيف غدت جثةٍ بِلا كفن
    حدثني عن يمنيًا يفتشُ عن اليمن
    حدثني عن الساعات كيف تُقضى في اليمن
    حدثني عن أمً تنازع الزمان حتى يعود الأبن
    حدثني عن محفظة الزمان التي طوت
    حدثني عن هويتنا كيف تأكلت مع الزمن
    حدثني عن بحرنا كيف غدَا حلوًا يسمُ البدن
    حدثني كيف تنكس المنازل وكيف ينكس العلم توقف.. لا تخبرني كيف نهش الجسد
    كيف تمزق الرباط وسقط اليمن
    كيف تهشمت قمرياتنا وتصدعت أبوابنا ولا كيف إنسكب اللبن
    ولا كيف وضعت محفظة الزمان في جيوب الخون
    اخبرني كيف نعيد الزمن
    اخرني كيف يعود الوطن
    اخبرني كيف نعبر اراضينا ولا نخاف العفن
    ومن يعيد لنا الإبن
    ويعيد لنا الفنجان والعود واللبن؟
    ومن يعيد للبحر ملوحته
    ويعيد لنا غطاء اليمن؟
    قل لي انكون يمانيّنا بِلا يمن!
    وسعداء من غير عدن..
    أيكون البنُ يمنيًا بلا عُدينه!
    قل لي من يعيد لنا الوطن؟
    من يعيد لنا البدن؟
    من يعيرنا سعادةٍ؟ نقسمها بين صنعاء وعدن
    فيعود البن يمنيًا ويعودُ البحر لعدن
    ويخرج اللحن من بين ايادينا بالمرواس والقنبوس يمانيا

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى